بين وصفي التل وبيلغريني


قد يعتقد البعض أن الرياضة بعيدة عن السياسة، وهذا أمر مرغوب من كل الرياضيين ، لأنهم لا يريدون للسياسة أن تلوّث الرياضة ، لأنها تمنحهم المتعة، والتشويق ، ولأنهم يتفاخرون علينا بمفهوم بالروح الرياضية التي تسود جميع الأفراد لاعبين ومشجعين ، ويرون أن الفكر السياسي إذا دخل الرياضة شوّهها .
اليوم سوف أتحدث عن مدربي فريق ريال مدريد السيدين – بيلغريني و مورينو – فالأول قد درّب الفريق مدة عام واحد ، محملاً بانتماء حقيقي للفريق ، وحريصاً على سمعته العالمية ، وبدأ التدريب برغبة كبيرة في العطاء ، مبتعداً عن المصلحة الذاتية ، والشخصنة في المسؤولية ، وشكّل من اللاعبين أسرة واحدة تخاف على انجازات الفريق السابقة، وراغبة في الحصول على انجازات جديدة ، وقد وصل – بيلغريني – بالفريق إلى مربع الانجازات، ودائرة الأضواء العالمية، وحصد الجوائز في عام واحد ، وفي الوقت الذي حرمته إدارة النادي من أية صلاحيات إضافية غير مسؤولية تدريب الفريق ، بينما جاء – مورينو – صاحب الشهرة الصحفية ، والذات المغرورة بماضيها، وانجازاتها ، واشترط على إدارة النادي منحه كافة الصلاحيات ، الإدارية، والفنية، وتسليمه ولاية العهد على تصرفاته مهما كانت ، وكان له ما اشترط من أجل القيام بمهامه براحة ، ودون معوقات ، وافقت إدارة النادي على كل الشروط وطلبت منه أن يقدم لها انجازاً يوازي انجاز سلفه – بيلغريني – ومضت ثلاث سنوات لم يستطع – مورينو – أن يقدم بعض الذي قدمه – بيلغريني – وفشل وهو صاحب الولاية، ومالك كل شروطه ، وحتى الآن لم يفكر في الاعتراف بهذا الفشل .
هذا مختصر ما حدث في نادٍ عريق يحبه نصف الأردنيين ومنهم الكاتب الكبير الاستاذ حسن ناجي ، وعشاقه بالملايين ، وقد خاب أمل الأردنيين – بمورينو – خاصة وأن شهرته الصحفية كبيرة ، وبعد حصوله على ولاية العهد كما اشترط ، وبعد امتلاكه لكل مفاتيح الفوز ، وقالوا ماذا يريد أكثر مما أخذ؟؟
تذكرت الرجلين حين هبت نسائم الماضي تذكرنا بمرور واحد وأربعين عاماً على استشهاد وصفي التل ، هذا الرجل الذي جاء إلى الحكم محملاً بالحلم ، وبالأمل، وبصدق انتماء ، ووعد بالوفاء ، ورغبة في العطاء ، جاء يحمل محبة وطنه وقائده ، لم يطالب بولاية عامه ، وقدم للأردن من الانجازات ما أعاده إلى دائرة الأضواء المحلية، والعربية، والإسلامية، والعالمية ، وتذكرت من جاؤوا بعده مطالبين بالولاية العامة ، لكنهم لم يقدموا مثلما قدمه الذين لم يملكوا الولاية العامة او شيئا نزيرا مما قدمه وصفي ، ولا أقول إنهم قد فشلوا ، لكن أقول لنعد إلى قراءة المقارنة بين بيلغريني و مورينو ولنا في الرياضة عظة يا أولي الولايات ...