ميلاد المسيح عيسى عليه السلام (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )

الاعلامي بسام العريان

ترك لنا الاسلام تلمحيا عن وقت مولد عيسى عليه السلام في كتاب الله وتصريحا قاطعا في اثارا واسفار السنة الحكيمة. فشمروا الاكمام وارعوا الاذن وامعنوا النظر و اشحذوا العقول.

قال تعالى (واذكر في الكتاب مريم الى قوله هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا) والرطب هو الطازج من ثمرة النخيل والجني معناه ان الثمرة قد طابت وصلحت للاجتناء ، وهي من جنيت الثمرة وقت الحصاد والجمع ويستنبط من ذلك ان ميلاد عيسى كان في اشهر الصيف حيث يتلاءم مع تناول مريم عليها السلام رطبا جنيا. وجني الرطب (موسم الحصاد) يكون في شهر يوليو واغسطس و سبتمبر لا في ديسمبر ولا في يناير

ثم جاءت السنة بتوضيح اكثر وشرح اعمق فقد حددت يوم مولده في حديث رواة امام المحدثين وكنز السنة الامين فيمااأخرجه الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يوم عاشوراء اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، واليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي، واليوم الذي فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل، واليوم الذي ولد فيه عيسى، صيامه يعدل سنة مبرورة.
و ما أخرجه الحاكم عن زيد العمى قال : ولد عيسى يوما عاشوراء اي العاشر من محرم الشهر الاول من الشهور القمرية (كما ورد في الدر المنثور)
فهل كان عاشوراء في خريف او شتاء او ربيع او صيف . لنركب قطار الزمان ونعود به إلى أكثر من آلفي عام إلى الوراء.
وللتحديد عاشوراء في السنين التي ولد بها عيسى عليه السلام فقد قمت بحسابات تربط بين السنة القمرية والميلادية اجتهدت فيها واسال الله التوفيق
الحسابات و الثوابت

اعتمدت في حسابي على الاتي

· عدد ايام السنة القمرية (الهجرية) = 354.36666666666 يوما.
· عدد ايام السنة الشمسية (الميلادية) = 365.25000000000 يوما.
· عدد الايام في الشهر الهجري = 000029.5305556 يوما
· عدد الايام في الشهر الميلادي = 000000030.4375 يوما.
· وان مطلع العام الهجري الجديد 1432 (المرجع للتواريخ و الحسابات) يوم الثلاثاء السابع من ديسمبر 2010 . ( يمكن استخدام تاريخ اخر للحسابات )

· جدوال موقع ناسا الاميركية للتاكيد والمراجعة في مراحل القمر

فكانت النتيجة مما سبق أن عاشوراء كان يوافق ما يلي:

عاشوراء السنة التاريخ

العاشر من محرم سنة641 ق. هـ . السنة الاولى قبل الميلاد 28 اغسطس 1 ق م

العاشر من محرم سنة642 ق. هـ . السنة الثانية قبل الميلاد 09 سبتمبر 2 ق م

العاشر من محرم سنة643 ق. هـ . السنة الثالثة قبل الميلاد 19 سبتمبر 3 ق م

العاشر من محرم سنة644 ق. هـ . السنة الرابعة قبل الميلاد 30 سبتمبر 4 ق م

العاشر من محرم سنة645 ق. هـ . السنة الخامسة قبل الميلاد 11 أكتوبر 5 ق م

وقد احتفظت السنة الحكيمة وكتبها القيمة باثر جامع قاطع ساطع اورده امام المحدثين في صحيحه لتحديد السنة التي بعث فيها عيسى عليه السلام حيث أخرج البخاري في صحيحه أثراً عن سلمان رضي الله عنه قال: فترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة.

و عن ابن عباس ( .... وبين عيسى ونبينا ستمائة سنة

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال ( .... وبين عيسى ومحمد ستمائة سنة)
قلت هي الفترة بين بعثة عيسى عليه السلام وبعثة محمد عليه الصلاة والسلام بالسنين القمرية لا الشمسية بشكل اخر اي ان بعثة محمد عليه الصلاة والسلام في رمضان قبل الهجرة بثلاثة عشر سنة الموافقة لتاريخ 10/8/610م، الموافق للحادي والعشرين من رمضان كما حققه المباكفوري في الرحيق المختوم , او تاريخ 208610 ميلادي في المساء كما ادعي (لتوافقه مع ليلة السابع والعشرين من رمضان).

وستمائة عام قمري تكافئ 212,620 يوما وتكافئ ايضا 582 سنة ميلادية وشهرا واحدا و14 يوما وبالرجوع عكسيا في السنين الميلادية من تاريخ بعثة الرسول نجد ان بعثة عيسى عليه السلام يوافق ميلاديا 7728 اي في رمضان قبل الهجرة ب613 عاما قمريا.

وكان عمر نبي الله عيسى يوم بعثته قرابة الثلاثون سنة كما ورد في اثارا اهل الكتاب و اخبر به علماء الامة الالباب ومن كتاب دراسات اسلامية من القران الكريم- 3 – بلاد الشام- للمؤرخ العبقري محمد بيومي مهران وقد اقتبست منه الاتي



يرى المؤرخون وكثير من المفسرين ان نبوته كانت على راس ثلاثين من عمره وكانت نبوته ثلاث سنين , قيل وثلاثة اشهر و ثلاثة ايام ثم رفع الى السماء وهو القول المشهور وفي تفسير الطبري كان ابن ثلاثين سنة وكانت نبوته ثلاث سنين ثم رفعه الله اليه.

انتهى الاقتباس.

فان كان عمره حين بعثه الله إلى خراف بني إسرائيل على رأس الثلاثين سنة قمرية فيكون ميلاده في السنة الثانية قبل الميلاد.

وان كان عمره حين بعثه الله إلى خراف بني إسرائيل على رأس الثلاثين سنة ميلادية لكان ميلاده في السنة الثالثة قبل الميلاد.



فهل اقتبس علماءنا خبر عمره وقت نبوته من أثار اهل الكتاب الذين يؤرخون بالتاريخ الميلادي ام انه خبر انفردت به الامة التى تؤرخ بالسنة القمرية. وأرجح أن ميلاده في السنة الثانية قبل الميلاد.

وملخص ما سبق

إن بعثة الرسول علية الصلاة والسلام كانت بعد ستمائة سنة قمرية من بعثة عيسى عليه السلام

أن نبوة عيسى عليه السلام توافق السابع من يوليو سنة 28 بعد الميلاد والموافق 27 من رمضان 613 لسنة قبل الهجرة

ان ميلاد عيسى بداية ليلة عاشوراء الموافق 9 من سبتمبر لسنة 2 قبل الميلاد. الموافق عيد الغفران عند اليهود العاشر من شهر تشري
ويشهد لنا من غيرنا ما يلي :

· انجيل لوقا 2: 7 فولدت ابنها البكر و قمطته و اضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل. قلت ( لم تضعه تلده في نزل لانه كان وقت احتفال ومهرجان وموسم حج وعيدا من أعياد اليهود وكانت كل النزل مملؤة ومزدحمة واكثر ما يكون هذا الزحام في عيد الغفران (عاشوراء) العاشر من تشري وعيد المظال (الخامس عشر من تشري ) وهو ايضا "عيد السلام" و"عيد البهجة" ثالث أعياد الحج عند اليهود إلى جانب عيد الفصح وعيد الأسابيع. ، ومدته سبعة أيام، بعد عيد يوم الغفران والمناسبة التاريخية لهذا العيد هي إحياء ذكرى خيمة السعف التي آوت العبرانيين في العراء أثناء الخروج من مصر، وكان هذا العيد في الأصل عيداً زراعياً للحصاد (ربما جني الرطب أيضا)، وكان يحتفل فيه بتخزين المحاصيل الزراعية الغذائية للسنة كلها، ولذا فإنه يسمى بالعبرية "حج ها آسيف" أي "عيد الحصاد". وتلك الايام في شهر سبتمبر.

· انجيل لوقا 2: 8 و كان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. قلت (الرعاة لايرعون ماشيتهم ليلا الا اذ كان الطقس دافىء اي في فصل الصيف ولا يعقل ان يكون الرعي في شهر ديسمبر او يناير.



· انجيل لوقا 1: 13 فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لان طلبتك قد سمعت و امراتك اليصابات ستلد لك ابنا و تسميه يوحنا قلت خرج زكريا من الاعتكاف على قومه من المحراب في نهاية دورة ابيا في نهاية الشهر الرابع تموز (حيث يوافق أخر ليلة من رمضان) الثاني عشر من شهر يونيو من السنة الثالثة قبل الميلاد وحملت زوجته اليزابيث بعد تلك الايام. انجيل لوقا 1: 14 و يكون لك فرح و ابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته قلت: وبعد مضي تسعة شهور وضعت يحيى عليه السلام قبل يوم العبور (عيد الفصح عند اليهود) الموافق الخامس عشر من شهر مارس السنة الثانية الموافق الحادي عشر من رجب وانظر في العهد القديم - ملاخي 4:5هاأنذا أرسل اليكم ايليا النبي (يحيى) قبل مجيء يوم الرب اليوم العظيم و المخوف (قبل عيد الفصح) ونبي الله يحيى اكبر سنا من نبي الله عيسى بستة اشهر وباضافة ستة اشهر الى مارس يكون مولده في سبتمبر وبحساب الاشهر القمرية الادق لو فرضنا ان مولد يحيى في الحادي عشر من رجب فبعد ستة اشهر قمرية يكون العاشر من محرم (الشهر الاول من الشهور القمرية). وملخص ما سبق ان مولد يحيى كان 15 مارس لسنة 2 ق.م. الموافق 11 رجب سنة 643 ق.هـ ومولد عيسى بعده بستة اشهر قمرية اي في 10 محرم سنة 642 قبل الهجرة.

تنوية: كان يتناوب على الكهنوت 24 فرقة وكانت فرقة نبي الله زكريا الثامنة ويبدا الكهنوت مع بداية السنة اليهودية شهر أبيب أو مارسابريل. كما ان مدة الحمل الطبيعي هي 280 يوم تزيد اوتنقص قليلا.

· انجيل لوقا 3: 1 & 3: 2 و في السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس قيصر ........... كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية " طيبريوس هذا ابن قيصر بالتبني وقد استقل بالحكم في 19 اغسطس سنة 14 ميلاديا وكان حكمه 23 عام وهلك في عام 37 قبل الميلاد. وفي السنة الخامسة عشر من حكمه اي سنة 28 او 29 ميلاديا بلغ يحيى عليه السلام 30 عاما اي انه ولد في السنة الثانية او الاولى قبل الميلاد ولم يكن بعد الميلاد اطلاقا.

· ان ظواهر اقتران الكواكب ولمعانها في السنة الثالثة والثانية قبل الميلاد (ما يعرف بنجمة الميلاد الموافقة لمولد المسيح ) كثيرة بما لايخفى على مطلع (كما يصعب ذكرها في مقالي هذا حيث الاختصار أولى من الإسهاب وقد كنت منحازا لاقتران الزهرة والمشتري الواقع في 17/6/2 ق.م. الا اني قد تراجعت) واما قصة نجمة الميلاد في الإنجيل فتبدأ (ولما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى ايام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلي اورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له) صح 2 : 1-2 وتعرضت احداث تلك القصة لنقض وتشكيك ولامجال لذكرها كاملة الا انه كان هناك من الظواهر التي يمكن تفسيرها على انها نجمة الميلاد في السنة الثالثة والثانية قبل الميلاد (سافرد لنجمة الميلاد مقالا منفردا). ولكن الشاهد ان نجمة الميلاد والظواهر الفلكية حدثت بكثافة في السنة الثانية والثالثة قبل الميلاد.

· يحتفل اهل الكتاب بميلاد مريم بنت عمران العذراء في الثامن من سبتمبر من كل سنة وهو تاريخ ليس له سند في جميع الاناجيل او الروايات عندهم ولا يعرفون له مصدر ولهذا العيد عيد قبله بتسعة اشهر اخر يسمى (عيد الحبل بلا دنس)( اي الحبل بمريم عندهم) واسم هذا العيد يكشف حقيقته. فاي حبل في التاريخ كان بلادنس غير حبل مريم العذراء لعيسى ويؤله نصارى الغرب على انه حبل امها حنة امراة عمران بمريم المعصومة من الخطيئة عندهم. وهذا بعيد عجيب غريب اذ كان حمل امها بها كحمل النساء من حواء الى قيام الساعة ولا خصوصية ولا عصمة وردت بهذا الشأن. بل اقول ان الحبل بلا دنس هو حمل مريم بعيسى المعصوم عليه السلام حيث ان روح القدس نفخ في كمها فحبلت لوقتها وانجبته لفورها. اي كان الحمل والولادة في ساعة واحدة وقيل ثلاث ساعات وعندنا اهل الاسلام اشارة في قوله تعالى ( فحملته فانتبذت به مكانا قصيا ( 22 ) فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ( 23 ) ) والفاء للتعقيب اي ان الحمل عقبه المخاض عقبه الولادة عقبه نداء عيسى من غير فصل في الوقت. ويؤيده ايضا ما سجله القران فقال تعالى (: فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يا أخت هارون ... ) تعجب قومها لما جاءت بولدها واعترتهم الصدمة والمفاجأة ولو ظلت بينهم تسعة اشهر بحبلها لما تعجب القوم وصاحوا في وجهها لما اتت بولدها وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حين حملت وضعت. كما ورد في الدر المنثور. وقال تعالى (ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) قلت وكذلك عيسى قال الله له كن فكان من فوره. وملخص ماسبق ان مريم حبلت بعيسى في اليوم المسمى يوم ولادة القديسة مريم الموافق 8 سبتمبر ووضعته في وقت المساء الموافق لليلة العاشر من محرم وليلة عيد الغفران وليستقبل رسول السلام والمحبة عيد الغفران وعيد السلام. وربما بسبب طول الامد على القوم التبس عليهم يوم ولادة مريم ويوم ولادة مريم للمسيح.

· ويشهد لنا كذلك كثير من المقالات والاجتهادات من علماء الفلك وعلماء الانجيل والمختصين في التاريخ بان مولد المسيح كان في السنة الثانية او الثالثة على الاغلب وفي شهر سبتمبر ويمكن للقارئ البحث عبر الشبكة بموقع جوجل تحت Jesus born September. ويرى بنفسه كم عدد النتائج والتي تقترب من نفس التاريخ لدينا
وبذلك يكون يوم مولده (الكريسماس) يوافق عاشوراء

فهل هناك من اعياد اخرى تربط بيننا وبين حياة المسيح يبدو ان العجائب لم تنقضي بعد فدعونا مرة اخرى نمعن النظر ونوقظ الهمم فلقد كان يوم نزول المائدة يوم عيد عند الحواريين كما ورد في سورة المائدة حيث انزل الله عليهم مائدة من السماء لتكون عيدا للاولين وهم حواري المسيح وعيد للاخرينلعلها امة محمد صلى الله عليه وسلم ولعله يتفق يوم نزول المائدة مع اخر يوم من رمضان او يوم عيد الفطر.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

امنعوا النظر فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنه. اخرج ابن جرير وابن ابي حاتم وابو الشيخ عن ابن عباس. انه كان يحدث عن عيسى بن مريم انه قال لبني اسرائيل: هل لكم انتصوموا لله ثلاثين يوما؟ ثم تسالوه فيعطيكم ما سالتم، فان اجر العامل على من عمل له، ففعلوا ثم قالوا: يا معلم الخير قلت لنا ان اجر العامل على من عمل له، وامرتنا ان نصوم ثلاثين يوماففعلنا، ولم نكن نعمل لاحد ثلاثين يوما الا اطعمنا، {هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء} الى قوله {احدا من العالمين} فاقبلت الملائكة تطير بمائدة من السماء عليها سبعة احوات وسبعة ارغفة حتى وضعتها بين ايديهم، فاكل منها اخر الناس كما اكل منها اولهم. واخرج عبد بن حميد وابن ابي حاتم وابو الشيخ وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: نزلت المائدة عليها ثمر من ثمر الجنة. واخرج ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال: المائدة سمكة واريغفة.
واخرج الترمذي وابن جرير وابن ابي حاتم وابن الانباري في كتاب الاضداد وابو الشيخ وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "انزلت المائدة من السماء خبزا ولحما، وامروا ان لا يخونوا ولا يدخروا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا لغد، فمسخوا قردة وخنازير.

واخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم من وجه اخر عن عمار بن ياسر موقوفا مثله. قال الترمذي: والوقف اصح.

قال تعالى:( اذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ان ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله ان كنتم مؤمنين * قالوا نريد ان ناكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين * قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين * قال الله اني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فاني اعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين)

والشاهد من رواية بن عباس رضي الله عنه ان المائدة نزلت بعد صيام ثلاثين يوما , وصيام رمضان كتب علينا وعلى الذين من قبلنا ودليله قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ودليله من السنة ما روي عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا - عليه السلام - بخمس كلمات أن يعمل بهنّ، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فكاد أن يبطئ، فقال له عيسى : إنك قدُ أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهنّ ، وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ ، فإما أن تبلغهنّ ، وإما أبلغهنّ . فقال له : يا أخي ، إني أخشى إن سبقتني أن أُعذّب أو يُخسف بي ، قال : فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس ، حتى امتلأ المسجد ، وقعد على الشُرَف ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ وآمركم أن تعملوا بهنّ – وذكر منهنّ - وآمركم بالصيام ، فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة ، كلهم يجد ريح المسك ، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . رواه أحمد





وعن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم " والشاهد من رواية عبد الله بن عمر ان صيام الامم قبلنا خص به رمضان لاغيره. اي ان القوم لما اكملوا العدة وصاموا رمضان كما نصوم سألوانبيهم ان يطعمهم وينزل عليهم مائدة من السماء فوافق يوم عيد الفطر او ليلته.

هذا وان ضلت اليهود والنصارى عن صيام شهر رمضان فلن يضل عنه نبيا الله يحيى وعيسى عليهما السلام وانما ضل القوم عن شهر رمضان بعدهما. والاثار المروية في ذلك كثيرة اورد منها ما روي عن دغفل بن حنظلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان على النصارى صوم شهر فمرض رجل منهم فقالوا لئن شفاه الله لنزيدن عشرة ثم كان آخر فأكل لحما فأوجع فه فقالوا لئن شفاه الله لنزيد سبعة ثم كان ملك آخر فقالوا : لنتمن هذه السبعة الأيام ونجعل صومنا في الربيع قال فصار خمسين .

وما أخرجه الطبري بسنده عن السدي و نقله ( صاحب الدر المنثور ) في قوله تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ [ ( البقرة : 183 ) قال : أما الذين من قبلنا فالنصارى كتب عليهم رمضان وكتب عليهم ألا يأكلوا ولا يشربوا بعد النوم ولا ينكحوا النساء شهر رمضان ، فاشتد على النصارى صيام رمضان وجعل يتقلب عليهم في الشتاء والصيف فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا الصيام في الفصل بين الشتاء والصيف وقالوا نزيد عشرين يوما نكفر بها ما صنعن فجعلوا صيامهم خمسين. ولولا الاطالة والاسهاب لا سردت المزيد من الاثار

وخلاصة ما سبق بعد التوفيق و طول التدقيق ودقة التحقيق فان يوم نزول المائدة جاء بعد صوم شهر رمضان في يوم يوافق عيد الفطر في 21 مايو لسنة 29 او 10مايو لسنة30 م. والله اعلم . والعيد في سورة المائدة شاء الله ان يكون عيد الفطر عند المسلمين.
وبقي تحقيقان اخران احدهما عن تاريخ يوم نجاته ووفاته وصعوده الى السماء والاخر عن العشاء الاخير

الحمد لله والصلاة السلام على اشرف الخلق وحبيب الحق واسئل الله الهداية والثواب والصواب والله اعلم.

اتم الكتابة والاعداد م/ محمود فيصل في الثاني والعشرين من رمضان 1431 الموافق الاول من شهر سبتمبر 2010