زفاف قصير المدى

رائد شيكاخوا - خبير مالي
لقد دعاني جاري لمرافقته وبعض الاقارب والجيران في الجاهة التي ينوي ارسالها لطلب العروس الغالية، وبالفعل انطلقت الجاهة الكبيرة وبها جمع كبير من السيارات والبكبات وهي تطلق النغمات الموسيقية خلال الطريق، ووصلت الى موقع سكن العروس وتم طلبها واهلها اعطونا طلبنا دونما تردد بمجرد الاتفاق على المهر ودون السؤال عن العريس حيث اصبح للعرائس لدينا مهرا محددا ثابتا وهو مع انه مرتفع الا ان اهل العريس قد جمعوه على مدار فترة من الزمن ليتمكنوا من تلبية طلب اهل العروس.

وبسرعة ولم يمض سوى يوم واحد قام اهل العريس بارسال بطاقة الدعوة لنا لحضور حفل زفاف العروس بنت الحسب والنسب على العريس ابن الاصل والعشيرة، لحضور الحفل الذي سيتم جمع شمل العريسين معا في مطبخ واحد، حيث سيتم كتب كتاب العروس جرة ابنة الغاز ومن عشيرة النفط الشهيرة على العريس الفرن ابن الخمسة عيون من عشيرة الاجهزة الكهربائية العريقة ايضا، وقد قام العريس بتلبيس العروس جلدة سوداء فاخرة وقلدها ايضا ساعة من دون عقارب وتم ربط العريسين معا بالرباط المقدس وهو مكون من بربيش مطاطي عريق من نوع فاخر، وقد ارتفعت زغاريت طناجر الضغط فرحة بهذا الزفاف، ومن شدة فرح فرن الغاز بهذا الزفاف فقد بكت عيونه نارا ولهبا وقامت البكارج والطناجر والمقالي واولادهم المعالق والشوك والسكاكين بتقديم التهاني والتبريكات بهذا الزفاف المبارك وعادت الى خزائنها وادراجها وتركها العريسين في مطبخهما لينعما بحياة سعيدة وعمر مديد معا.

ولكن ما آلمنا انه بعد يومين فقط علمنا ان العريس قام بتطليق العروس حيث اكتشف ان اهلها كانوا قد غشوه، واعطوه عروسا ضعيفة بعد ان كانوا قد زوجوها قبله لعدة بوابيرغاز، لذا سرعان ما ضعفت ولم تتمكن من تحمل اعباء الزواج الجديد، فقام بتطليقها وهو يبحث عن عروس جديدة الان، ولكنه اصبح يسأل ويتحرى بدقة عن اهل العروس مقدما ليتحقق من نزاهتهم وامانتهم وللتحقق من ان العروس بكرا ولم تتزوج من اي بابور كالعروس السابقة او انه لم يتم ملؤها بالماء لتظهر سمينة، ولكن للاسف فهو لم يجد اي عائلة نزيهة كما لم يجد اي عروس بكرا او وضعها الصحي سليما، حتى قام اصحاب المنزل بتحويل الفرن الى تحفة ومنظر من غير استعمال يجلس في زاوية المطبخ حزينا اعزبا من دون ان يعمل، وقد لجأوا الى تناول شطائر الفلافل والكعك بالسمسم والزعتر بدلا من الطهي على الغاز، كون الغاز اصبح ثمينا جدا وليس في متناول الجميع، بعد ان قاموا بتزيين جدار المطبخ بلوحة فنية تحمل صورة جرة الغاز الحديثة.