مقاطعه الانتخابات فخ نصبته قوى الفساد

العميد المتقاعد بسام روبين


مع انتهاء الترشح للمجلس النيابي القادم فقد تم بذلك الاعلان عن فوز قوى الفساد في مهمتها والتي تمثلت في اقصاء العديد من القوى والنخب الوطنيه الفاعلة على الساحة الاردنية بغية الاستمرار في تحقيق اهدافها وديموتها كقوى فساد باتت تشكل رقما صعبا وامرا واقعا على الساحة الاردنية السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والثقافية ايضا وذلك من خلال نجاحهم في تغير مسار قانون الانتخاب في مراحلة المتقدمة واخراجه بالصورة المريضة الحالية . ولكن مع الاسف ان بعض القوى الوطنية والحكومه معا لم يتمكنا من ايجاد حل لمعادلة فيها اكثر من مجهول وقد كانت تلك القوى الوطنية محقه في ذلك وغير محقة ايضا , فهي محقه لانها رفضت قانون انتخاب غير عصري وغير ديمقراطي ولا يمثل حلا لمشاكل الشعب الاردني ولم تكن محقه عندما استسلمت من الجولة الاولى في نزاعها مع الحكومه المسنوده من قوى الفساد وكان بامكانهم المشاركة في هذه الانتخابات وخوضها والذهاب الى انتزاع الاصلاح انتزاع رغما عن الحكومه وعن قوى الفساد . فقد بات واضحا للجميع ان الحكومات المتعاقبة لم تكن جادة في اي يوم من الايام نحو سيرها باتجاه اجراء الاصلاحات الشاملة وكان من المفترض والمتوقع ان يؤدي ذلك الى تسبب الحكومه في خلق الرغبة عند القوى الوطنية في انتزاع ما يطمحون اليه رغما عن الحكومه ومن يقف خلفها من خلال اصرارهم على الوصول الى مجلس نواب وطني ونظيف و حريص على مصلحة الوطن والشعب لكي يشكل اللبنه الاولى في نهضة الاردن نحو اخراجه من غرفة الانعاش الى حقول القمح والنفط فالقمح والنفط هما السبيلان الوحيدان واللذان يرمزان الى الاستقلال التام للامم وعدم التبعية لاي كان واللذان يكفلان الحياه الكريمه والرفاه للشعب وهذان الشيئان المهمان ما لم نتمكن من امتلاكهما حتى هذه اللحظه على الرغم من توفر الامكانات لذلك .

لقد ضاغت على الاردن فرصة عظيمه لو شاركت وتكالبت فيها جميع القوى الوطنية والاصلاحية والحراكيه وصبت في نفس الوعاء لتمكنت من ابطال جميع المخططات المستقبيلية الاستراتيجية لقوى الفساد . نعم يجب ان نقر و نعترف جميعا انها كانت خطة استراتيجية اوصلتهم كقوى فساد الى حيث يريدون ولكنني اعتقد ان فرحتهم لن تكتمل من خلال شعاع الامل الذي يلوح في سماء الاردن هذه الايام فوصول هذا الشعاع الى ما نطمح اليه يعتمد كليا على نزاهة مجريات العملية الانتخابية وعلى مصداقية الناخب الاردني فبقدر ما يكون الناخب الاردني نزيها وصادقا مع نفسه ومع قلمه امام صناديق الاقتراع بقدر ما سيفرز ذلك مجلس نيابي يرد كيد الفاسدين في نحورهم لان القدر اقوى من التخطيط الاستراتيجي لحزب الفاسدين كائنا ما كانت دعائمه و اطرافه لان القيد لا بد من ان ينكسر ولليل لا بد من ان يتبعه نهار.

سائلا الله العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويلهمه اختيار ما فيه مصلحة الاردن ومصلحة الشعب انه نعم المولى ونعم النصير .