لقد هرمنا !!

رياض خلف النوافعه

لن أصرخ كما صرخ ذاك الرجل التونسي في شوارع تونس، وهو يتباكى ألماً، وحرقة على عمر أضاعه، وهو مكبل الكلمة، والعقيدة. اليوم سأنزل مساء إلى دوار الحرية في ذيبان العز، لأصرخ صرخة الحر، المحب لوطنه، على سنوات أضعناها من أعمارنا على مجالس نيابية باتت نسخاً كربونية عن سابقاتها، الأسماء تتكرر، والشعارات تزداد عبقاً، وكأنها قصيدة شعر لوطن لا زال متوجعاً من مصائب وتقلبات الزمان ومن منظري السياسة والاقتصاد، ومن تجار المال والأعمال، ومن مراهقي الجاه، الشهرة.

اعتلت صورهم في مساء هذا اليوم المواقع الالكترونية، والتلفزة المحلية نفس الوجوه هي إذن بل تغيرت فيهم القرافه، والهندام المدلل من بلد المنشأ، شاهدت فيهم مجالس طمست في عقول الشعب، لا بل أزيلت من ذاكرة الهاتف والمحمول ليبقى الوطن خال من الذكرى.

منهم من جاء باحثاً عن الشهرة حتى لو حل في مؤخرة قوائم رجال السياسة والأعمال، وكبار الحصافة والعقّال، فاللعبة الانتخابية هذا هو شأنها فلابدّ من التضحية، لعل السفينة تصل، فتتوزع الغنائم على الربان ومحموليها.

والبعض جاء وفي ظنه أن مقالاً في الصحافة، واستبسال ساعة على قناة تلفزيونية ضد فاسد مُتجبر على الوطن، سيكون شفيعاً له عند ناخباً مازال طريح المجالس المتقلبة، والحكومات المتنوعة.

لن أكون سوداوي الكلمة، والمستقبل، لكن أرهبتني شعاراتهم الوطنية وكلماتهم السحرية، وملابسهم الأوربية، وسياراتهم اليابانية، وعند وصولهم للقبة تتلون كلماتهم، وتترنح حناجرهم التي استلهمت عواطف جماهيرهم في أيام خلت.