أخبار البلد - نشرت وسائل الاعلام السورية الموالية للنظام التقرير التالي:"بدأ أهالي
أحياء الإذاعة وسيف الدولة والعرقوب بالعودة إلى منازلهم بعد أن بسطت وحدات
الجيش العربي السوري سيطرتها الكاملة على تلك الأحياء وأمنتها بشكل كامل،
في حين شهد يومي الخميس والجمعة الفائتين اشتباكات ضارية في محيط مبنى
الأمن الجوي في حي الزهراء غرب حلب أسفرت عن مقتل معظم المسلحين
المُهاجمين، كما تمكن عناصر حاجز شارع الزهور في حي السريان من تصفية اثنين
من عناصر جبهة النصرة أثناء محاولتهما تفجير نفسيهما أمام المشفى السوري
الفرنسي بالقرب من الحاجز العسكري، فيما بدأت وحدات الجيش عمليات تطهير
شاملة ضمن عدد كبير من أحياء المدينة.
سكان أحياء الإذاعة وسيف الدولة والعرقوب، بدأوا منذ صباح يوم أمس بالعودة
إلى منازلهم التي هُجروا منها إثر دخول المجموعات المسلحة إلى أحيائهم قبل
عدة أشهر، وباشرت مظاهر الحياة عودتها إلى تلك الأحياء التي شهدت أعمالاً
تخريبية كبيرة طالت البيوت والبنى التحتية، قبل أن يتمكن الجيش العربي
السوري من استعادة السيطرة على تلك الأحياء وإجبار المسلحين على الانسحاب
منها.
وبعد عملية تأمين شاملة لتلك الأحياء سمح الجيش العربي السوري لسكان تلك
المناطق بالعودة، بشكل تدريجي وبموجب تصاريح خطية رسمية من الضباط
المسؤولين عن الحواجز العسكرية المنتشرة في كل حي بعد التأكد من هوية صاحب
البيت، وذلك منعاً لتسلل اللصوص إلى المنازل الخاوية من السكان.
أما في حي الزهراء غرب مدينة حلب، فقد شهد الحي خلال الأيام الفائتة وخاصة
يومي الخميس والجمعة حدوث اشتباكات ضارية في محيط مبنى الأمن الجوي، إثر
محاولة المسلحين اقتحام مبنى الفرع والسيطرة عليه، إلا أن عناصر الفرع
تمكنوا ببسالتهم المعتادة من صد تلك الهجمات التي وُصفت بالأعنف نظراً
لكثرة أعداد المهاجمين والمقدرة بالآلاف.
واستعمل المسلحون في هجومي يومي الخميس والجمعة دبابات مسروقة وأسلحة
ثقيلة، حيث استمرت الهجوم الأول لمدة تجاوزت العشر ساعات في حين استمر
الثاني لنحو ثماني ساعات متواصلة، تمكن خلالها عناصر الفرع بمؤازرة من
الطيران الحربي والمدفعية السورية الثقيلة، من صد الهجوم وقتل نحو /2000/
مسلحاً مما أجبر المهاجمين على الانسحاب.
وفي حي السريان الجديدة، تمكن عناصر الحاجز العسكري المتمركز في آخر شارع
الزهور قرب المشفى السوري الفرنسي، من قتل انتحاريين اثنين أثناء محاولتهما
تفجير نفسيهما بالقرب من الحاجز، حيث اشتبه عناصر الحاجز بالانتحاريين
الذين تبيّن فيما بعد أنهما من عناصر جبهة النصرة، وذلك بعد أن رفضا
الانصياع لأوامر الحاجز بالتوقف ضمن مسافة معينة، ليفتح عناصر الحاجز النار
على الانتحاريين ويتمكنوا من قتلهما في اللحظات الأخيرة.
ميدانياً بدأت وحدات الجيش العربي السوري مع حلول مساء أمس السبت حملة
تطهير شاملة في عدد من الأحياء، حيث دخلت وحدات من الحرس الجمهوري إلى
أحياء قاضي عسكر والبيّاضة وباب الحديد وأجبرت المسلحين على التراجع إلى
مناطق متطرّفة.
كما واصلت وحدات الجيش تقدمها في أحياء الزبدية وبستان القصر من الجهة
الشرقية بطريقة سريعة وفاعلة حسب ما علمته شام برس، وباشرت عمليات تطهير
واسعة النطاق في حي الزبدية من الجهة الخلفية لبريد سيف الدولة.
ونفّذت القوات المسلحة عدة عمليات عسكرية ضمن عدد من أحياء حلب القديمة وبطريقة فاجأت المسلحين الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح.
كما علمت شام برس من مصادر مطلعة أن وحدات الجيش العربي السوري طهّرت
بالكامل محيط السجن المركزي في المسلمية، وقامت بتأمين المنطقة وإعادة ضبط
الأمور داخل السجن.
خدمياً، لا زالت معظم مناطق حلب تعيش في الظلام بعد انقطاع التيار
الكهربائي عن المدينة بالكامل من عدة أيام وسط تصريحات إعلامية من محافظ
حلب محمد وحيد عقاد أشارت إلى أن الكهرباء ستعود تدريجياً إلى أحياء حلب
خلال الأيام القادمة بعد استجرار خط تغذية جديدة من سد تشرين القريب من
مدينة منبج بريف حلب.
وزاد انقطاع المياه في اليومين الفائتين من بلة الأزمة المعيشية الخانقة
التي يعيشها أبناء حلب، وعلمت شام برس إلى أن أسباب انقطاع المياه تعود إلى
استهداف المسلحين لبرجي كهرباء يغذيان مضخات المياه الرئيسية في المدينة،
وبحسب تصريحات محافظ حلب فإن عمليات الصيانة جارية لإعادة البرجين إلى
الخدمة وسط توقعات بعودة المياه إلى أحياء حلب بدءاً من ظهر اليوم الأحد،
في ظل عزم مجلس مدينة حلب والدفاع المدني على تسيير صهاريج ممتلئة بالمياه
لتوزيعها على المواطنين في مختلف أحياء المدينة لحين عودة المياه بشكل
كامل.
وواصلت أسعار المحروقات ارتفاعها في السوق السوداء بحلب، ولعل الضيف الأبرز
في بورصة المحروقات خلال الأيام الفائتة كانت مادة الحطب التي ارتفع سعر
الكيلو الواحد منها إلى /45/ ليرة سورية بعد أن كان أواخر الأسبوع الفائت
يتراوح بين /20/ و /25/ ليرة، في حين ارتفع سعر ليتر المازوت إلى /200/
ليرة، وسعر ليتر البنزين السوري إلى /220/ ليرة
والبنزين الأحمر العراقي المستعمل في المولدات الكهربائية من /60/ ليرة إلى
/100/ ليرة لليتر الواحد، فيما استقر سعر أسطوانة الغاز على /5000/ ليرة
سورية للأسطوانة الواحدة".