الانتخابات البرلمانية ليست حفلة عرس!!

بقلم: رياض خلف النوافعه

في تدريبها الأول عاشت الهيئة المستقلة للانتخابات يوما عصيبا، وهي تستقبل جحافل المرشحين الذين لبّوا نداء الوطن، لبناء أردن خالٍ من الفوضى التشريعية، والسيطرة الحكومية على ما تبقى للمواطن من قوت يسدّ رمق عيشه. ولا يمكن أن ننكر جهود الهيئة التي أعادت بعض الدفء للمواطن في فصلٍ عاصفٍ انتخابيﱟ ومشتعل حركيا، وبخاصة لما شهده الوطن من انتكاسات دفع ثمنها الوطن غالياعندما بايع نواباكانوا عبئا على الدولة ومفاصلها بل ساهم البعض منهم في نشر الفساد وتبرئة ما تبقى من المحسوبين عليهم.

في كل الأعراف المجتمعية وعاداتنا العربية أن ساعة الفرح تكون بعد تحقيق الفوز الذي يتأتى بعد جهود مضنية، لا يلجأ فيها الفرد للخديعة والغش وشراء الذمم، لكن أن يطلق النار ابتهاجا بالتسجيل للانتخابات فهذا شيء مستغرب، فهل بات التسجيل للانتخاب شيئا مرعبا؟ يتطلب كل ذلك الابتهاج. أما أن هيبة مؤسسات الدولة تقهقرت بشكل لا يحتمل، ولا أعتقد أن لجنة النزاهة تستطيع بين ليلة وضحاها أن تعيد الهيبة لها في الوقت الذي فقد به المواطن الثقة بحكومته نفسها، وهي تتخندق حول جيب الفقير والكادح، بينما الفاسدون مازالوا طلقاء اليد واللسان.

ومن الزاوية الأخرى شهدت إحدى مراكز الهيئة تطاولا من قبل أحد المرشحين على موظفيها وأحد مراقبيها، كل هذه المؤشرات تضع الهيئة أمام معتركا انتخابيا صعبا، أما الضرب بيد من حديد مستخدمة صلاحياتها التشريعية والعدلية، والإفصاح عن بعض الملاحظات التي بدأت تعكر صفو الناخبين، مثل الزج بهيئات شبابية في الدعم والمساندة كمتطوعين، ومشاركة بعض رجال الدولة في بعض اللقاءات الحوارية الخاصة بالمرشحين إذا صحت مثل هذه الادعاءات من قبل لجان رصد نزاهة الانتخابات.

لابدّ للهيئة إذن أن تسلط الأضواء على مكامن الخلل وهي تخوض تجربتها الأولى؛ لأن المواطن غيب في سنوات خلت عن طريقة سير العملية الانتخابية التي مازالت أسرارها في غرفٍ مغلقة.