بيان حول الانتخابات:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فقد أظلت الأردن انتخابات نيابية واقترب موعدها ، وهي فرصة لأبناء الوطن ليقولوا كلمة الخير التي يعتقدونها في مشهد سلمي بعيد عما يجري من سفك للدماء في بعض أقطار المسلمين . إننا في رابطة علماء الأردن نود تأكيد ما يلي:
أولاَ: إن الحقوق الموكولة للنائب، هي حقوق الأمة في التشريع وسن القوانين ومراقبة السلطة التنفيذية بغية وضع الأمور في نصابها وإعطاء الحقوق لأصحابها، والمحافظة على أموال الأمة ومقدراتها ومحاربة الفساد والمفسدين.
ولما كانت هذه هي وظيفة النائب، فإن الصوت الانتخابي يجب أن يعطى لمن كان أهلاً لحمل هذه الأمانة وأدائها على وجهها الأكمل، وهذه من أعظم الأمانات وأهمها، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا ضيعت الأمانة، فانتظر الساعة، قالوا: كيف إضاعتها يا رسول الله، قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" رواه البخاري.
وإن التصويت في الانتخابات حق لكل مواطن ومواطنة، وهو من الحقوق العامة. وإعطاء الصوت شهادة، والله تبارك وتعالى يقول: "سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ". الزخرف 19.
ثانياَ: قد شاع عن بعض المرشحين للانتخابات استغلالهم حاجة بعض المواطنين فيدفعون إليهم أموالاً بقصد شراء أصواتهم، وأخذ العهد أو تحليف الأيمان، وهذا العمل حرام شرعاً، وهو من أكبر أنواع الفساد الذي يعصف بالأمة، فلا يجوز أخذ المال ولا يجوز إعطاء الصوت لهذا المرشح، لأنه لا يستحق أن يكون مرشحاً للأمة.
قال صلى الله عليه وسلم،: "من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم وهو فيها فاجر، لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان" متفق عليه، واليمين الصبر هي اليمين التي يجبر حالفها عليها.
إننا ندعو المواطنين أن يتقوا الله فيما حملوا من أمانة، وأن يضعوها في موضعها، وأن يعطوا أصواتهم لمن يحرص هوية الأمة وعلى الأردن والمصلحة العامة ويحارب الفساد والمفسدين.
رابطة علماء الأدن 23/12/2012