إلى متى يقاضون الاقلام التي تكشف عارهم ؟ .

اخبار البلد – احمد الغلاييني

طالعنا الزميل ياسر أبو هلالة ، بمقال لهُ في الزميلة الغد عن رفع علي ابو الراغب قضية على الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي ، ونعيد طرح القضية ليس لأننا نقف مع شخص ضد الآخر ولكن نريد أن نوصل رسالة لكل مسؤول استلم عرش المسؤولية وتولاها راضياَ متلهفاً عليها أن كل شخصية معرضة للنقد وليست منزهة عنها ، وأن الجسم الإعلامي برمته سواء اختلفنا بداخله او تراضينا فهو سيف واحد أمام كل من يحاول أن يخترقه ويحاول ان يدس سمومه به ، واليوم نحن نعرض المقال لأننا مع كل زميل يحاول أن يوصل رسالته رغم أنف رئيس التحريض ...


مقال أبو هلالة : 


ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻐﺮب أن ﻳﻠﺠﺄ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻠﻲ أﺑﻮ اﻟﺮاﻏﺐ إﻟﻰ رﻓﻊ ﻗﻀﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺎﺗﺐ أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺰﻋﺒﻲ.

اﻟﻌﻨﻮان ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺧﺒﺮي ودﻗﯿﻖ، ﻣﻊ أن اﻟﻤﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﻜﺲ، أن ﻳﻠﺠﺄ اﻟﺰﻋﺒﻲ إﻟﻰ ﻣﻘﺎﺿﺎة رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء.

ﻋﺎﻟﻤﯿﺎ ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪ أﻛﺜﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻮﻧﻲ ﺑﻠﯿﺮ أو ﺟﻮج ﺑﻮش وﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﺿﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻧﻘﺪ ﻋﻨﯿﻒ ﻣﻦ

اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻟﻢ ﻳﻠﺠﺂ ﻟﻤﻘﺎﺿﺎة ﺻﺤﯿﻔﺔ أو ﻛﺎﺗﺐ. واﻷﺻﻞ اﻟﻌﻜﺲ أن ﻳﻠﺠﺄ اﻟﻤﻮاطﻦ- اﻟﻔﺮد إﻟﻰ ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻟﻤﺴﺆول اﻟﻌﺎم.

ﺧﺼﻮﺻﺎ أن اﻟﺰﻋﺒﻲ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻜﺘﺎب ﻧﺰاھﺔ واﺳﺘﻘﺎﻣﺔ وﺣﻀﻮرا وﺗﺄﺛﯿﺮا. واﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮ ﻋﻨﮫﺎ ﻟﯿﺴﺖ اﺑﺘﺰازا

ﻳﻤﺲ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺷﺨﺼﯿﺎ ﺑﻞ ﻗﻀﯿﺔ رأي ﻋﺎم ﺗﺸﻐﻞ اﻷردﻧﯿﯿﻦ ﻋﻤﻮﻣﺎ وأھﻞ اﻟﺮﻣﺜﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ.

ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮھﺎ ﻣﻮﻗﻊ "ﺳﻮاﻟﯿﻒ" اﺣﺘﺠﺎج أﺑﻨﺎء اﻟﺮﻣﺜﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﺳﺘﻤﻼك أراﺿﯿﮫﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻋﺎﻣﺔ

إﻟﻰ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻔﻮذ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء. وﻛﺎن ﻋﻠﯿﻪ أن ﻳﺒﺎدر إﻟﻰ ﻋﻘﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﻔﻲ ﻣﻊ أھﺎﻟﻲ اﻟﺮﻣﺜﺎ

اﻟﻤﺤﺘﺠﯿﻦ ﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ﻣﻮﻗﻔﻪ.

ﻗﻀﯿﺔ أراﺿﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ ﺗﻜﺸﻒ وﺟﮫﺎ ﺟﻤﯿﻼ ﻟﻸردن ووﺟﮫﺎ آﺧﺮ ﺑﺸﻌﺎ. ﻓﮫﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﻨﺎء

اﻟﻮطﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن رﺟﺎﻻت اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻳﺨﻄﻄﻮن ﻟﻠﻤﺪى اﻟﺒﻌﯿﺪ، ﺑﺤﯿﺚُﺗﺴﺘﻤﻠﻚ أراض ﺗﺮاﻋﻲ اﻟﺘﻮﺳﻊ

اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﺠﺎﻣﻌﺔ، وﺗﻈﻞ راﻓﺪا وﻗﻔﯿﺎ ﻟﮫﺎ. ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﺗﺸﻜﻞ اﻷوﻗﺎف وﻣﻨﮫﺎ اﻷراﺿﻲ واﺣﺪا ﻣﻦ ﻣﻮارد

اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت.

ﻟﻘﺪ ﺳﺒﻖ أن ﻛﺘﺒﺖ ھﻨﺎ ﻋﻦ اﺳﺘﻤﻼك اﻟﺤﺪاﺋﻖ ﻓﻲ أﻣﺎﻧﺔ ﻋﻤﺎن، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻤﻠﻜﺖ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻣﺮﻛﺰ ھﯿﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ

ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﻷطﻔﺎل ﻋﻤﺎن، وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﺘﻨﻔﺲ أراﺟﯿﻞ ﻓﺈن ﺻﺎﺣﺐ اﻷرض اﻷﺻﻠﻲ أوﻟﻰ ﺑﺎﻻﺳﺘﺜﻤﺎر.

وھﺬا ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ. وﺳﺒﻖ أن ﻛﺘﺒﺖ ھﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﯿﻦ ﻋﻦ أراﺿﻲ ﻣﻮارد اﻟﺘﻲ ﻛﺎن

ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻨﻮاب وﻗﺘﮫﺎ اﻟﺤﻔﺎرات وھﻲ ﺗﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻷرض وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺷﯿﺌﺎ ﻋﻦ طﺒﯿﻌﺔ اﺳﺘﻤﻼﻛﮫﺎ. دور اﻹﻋﻼم أن

ﻳﺜﯿﺮ اﻟﻨﻘﺎش وﻳﻜﺸﻒ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت، ودور اﻟﻤﺴﺆول أن ﻳﻄﺮح رأﻳﻪ ﻟﻠﻌﺎﻣﺔ وﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﻐﯿﺒﺔ واﻟﻨﻤﯿﻤﺔ.

ﻻ ﻧﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﻗﺎﻣﺔ إﺑﺪاﻋﯿﺔ ﺑﺤﺠﻢ أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺰﻋﺒﻲ ﺷّﻜﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﻓﻲ اﻷدب اﻟﺴﺎﺧﺮ ﻋﺮﺑﯿﺎ، ﺑﻘﺪر ﻣﺎ

ﻧﺪاﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎ وﺻﺤﻔﯿﯿﻦ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ وﻛﺸﻒ اﻟﻤﺴﺘﻮر، واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻠﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ

اﻟﻤﻮاطﻦ اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻒ. ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﻳﺴﺤﺐ أﺑﻮ اﻟﺮاﻏﺐ اﻟﻘﻀﯿﺔ، وأن ﻳﺬھﺐ ﻷﺻﺤﺎب اﻷراﺿﻲ وﻳﻮﺿﺢ ﻣﻮﻗﻔﻪ،

وﻳﻔﺘﺢ، ﺗﺤﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻧﻘﺎش ﻣﺘﻠﻔﺰ ﻣﻔﺘﻮح، ﻗﻀﯿﺔ أراﺿﻲ اﻟﺪوﻟﺔ.

ﻓﻲ اﻷردن دوﻟﺔ، وﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﺒﺮ أرض ﻣﺒﻨﻲ ﻟﻠﻤﺠﮫﻮل، وﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻻﺳﺘﻤﻼك واﺿﺤﺔ.

دور اﻹﻋﻼم واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﯿﻦ أن ﻳﻐﻠﻘﻮا ھﺬا اﻟﻤﻠﻒ، ﻟﯿﺲ ﺑﺎﻟﺘﺴﺘﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﻄﺎء وﻋﻔﺎ ﷲ ﻋﻤﺎ ﺳﻠﻒ، ﺑﻞ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻛﻞ

ﺷﺒﺮ أرض ﻋﻠﯿﻪ ﺷﺒﮫﺔ وإﻋﺎدة اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻋﻠﯿﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎدل ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻟﻠﻤﻮاطﻦ أم ﻟﻠﺨﺰﻳﻨﺔ. ﻓﺄراﺿﻲ اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ھﻲ

ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ أﻳﻀﺎ. وﻗﺪ ﻋﻠﻖ أﺣﻤﺪ ﺣﺴﻦ اﻟﺰﻋﺒﻲ اﻟﺠﺮس، ﺟﺎدا ﻻ ﺳﺎﺧﺮا ھﺬه اﻟﻤﺮة، أو ﻋﻠﻰ طﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﻓﻲ

ﻣﺼﺮ "وﻟﻜﻨﻪ ﺿﺤﻚ ﻛﺎﻟﺒﻜﺎ".