غير إذا أردت التغيير


اليوم تبدأ الفترة المقررة لتسجيل المرشحين الرّاغبين بخوض تجربة الانتخابات النيابية القادمة ، ولعلّها من أبرز الدّورات المرتقبة بتاريخ المملكة ، لما لمجلسها من دور كبير في مراجعة التشريعات والقوانين الناظمة ، والعمل على المراقبة الفعلية لا مراقبة الحبر على أوراق فقط ، بحيث نصل من الكلام إلى التطبيق ومن الأقوال إلى الأفعال ومن الأفكار إلى المعتقدات ، ومن الفساد والمفسدين إلى النّقاء والصّفاء ، ولا مستحيل إذا كان نواب المرحلة القادمة غير فاسدين ! .

مراهنات كثيرة على الانتخابات النيابية القادمة وما ستفرزه من أشخاص ، سابقين موجودين ولربما يفترض أن يكونوا لأول مرّة ظاهرين ! لا يعني أن لا ننتخب أحدا سابقا بالمطلق ، ولكن يعني أن لا يعود أكثر من نصف المجلس السّابق إلى قبة البرلمان ، فإن عاد ورجع فبالله عليكم أخبروني ما فائدة هذه الانتخابات ؟!

من يريد التّرشح هذه المرّة عليه أن يكون واثقا من نفسه ، حريصا على وطنه ، لا تهمّه جيبه الضّيقة ومصالحه المحدودة وآراضيه التي في الصّحراء موجودة ! بل عليه أن يكون أمينا مع ذاته صادقا مع اخوانه وأخلّائه ، ينظر إلى مال الوطن على أنّه أمانة فلا يقوى على الخيانة ، لا يهمّه إلّا مصلحة الجميع حتى وإن تعارضت مع مصالحه ، فمن نريده هو نائب ينوب عنّا لصالح الوطن لا لصالح أهوائه وشهواته .

أنت يا عزيزي من تصنع التغيير ، لا تقل أنا فرد بين مجموعة من الأفراد ، وصوتي لن يحدث التغيير ، ولن ينهي الفساد ، ولن ينقذ الموازنة الغريقة في اليابسة بين البحيرات ، وإنّما كن على ثقة بأنّك فارس من فرسان الوطن ، وعليك من المسؤولية شيء عظيم ، وعليك أن تحسن اختيارك ، فكلّ مواطن فينا لديه القدرة على صنع الفارق ، وعنده امكانية لصنع التعديل ، فلا تجعل من نهب وسرق ، ولا تجعل من آوى الفاسدين في احضانه فلم يسائلهم عمّا اقترفوه أن يعود ، أرجوك أرجوك لا تجعله يعود ... وكن على علم بأنّ صوتك هو الفارق؛ فاغتنمه وأحسن اختيارك لنصل إلى المبتغى والمراد ... نحو مجلس نواب نقي ونظيف بعيدا عن الشّوائب والسّواد .