هيا بنا نعمل


اننا نستهين ونستخف باهمية وامكانية العمل التطوعي وماذا يمكن ان يتم تحقيقه عندما نساهم به ولانتوانى عن تقديم ما نستطيع من مساعدة دون ان يترتب علينا اية كلفة مادية. وسأحاول وضع مثال بسيط لتوضيح اهمية العمل التطوعي والنتائج التي ممكن تحقيقها من خلاله ودون اية تكاليف تذكر.
ان انشاء مبنى من اربعة طوابق بعدد ثمانية شقق يستغرق انشاؤه تقريبا مع التشطيبات كاملة حوالي العام الواحد، ويقوم على تنفيذ البناء حوالي خمسة عشر عاملا ، وبحسبة بسيطة بعد استثناء ايام العطل السنوية والاسبوعية نصل الى ان انشاء مثل هذا المبنى يستلزم حوالي 35000 خمسة وثلاثين الف ساعة عمل.
نحن بالاردن وصل عدد السكان حوالي 5ر6 مليون نسمة منهم اكثر من 50% من الشباب اي مالايقل عن 5ر3 مليون شاب ، ولانطلب من الجميع ان يشترك بالعمل التطوعي مع اننا نتمنى ذلك ، ولكن لو 10% فقط من الشباب تطوعوا للعمل التطوعي ساعة يوميا عدا العطل الرسمية، فاننا سنحصل على 350000 ثلاثمائة وخمسون الف ساعة عمل تطوعية مجانية يوميا، اي ما يكفي لانشاء عشرة مباني كالمثال الذي طرحناه مقدما ولكن يوميا.
لو ان هؤلاء المتطوعين سخروا طاقاتهم من خلال جمعيات او هيئات او مؤسسات ضمن محافظاتهم او مناطقهم لنصل الى التنظيم والتوجيه الامثل لهذه الطاقة، فاننا سنحقق نتائج عظيمة ونوفر مبالغ خيالية على الوطن، لان ما سيقدموه من اعمال سيغني الدولة عن القيام به لذا ستوجه الدولة امكانياتها وعمالتها لتنفيذ اعمال اخرى وبهذا نصل الى تحقيق تقدم وتطور اكبر لوطننا وبكلفة اقل ناهيك عن الاجر والثواب الذي يقوم عليه اساس العمل التطوعي بالاضافة الى المتعة التي نشعر بها اثناء تقديمنا هذه الخدمات التطوعية والتي لايشعر بها سوى من يقوم بذلك.
ماذا ننتظر؟ فليبدأ كل فرد بنفسه وانا سأبدأ بنفسي، وليخاطب ويقنع عددا ممن حوله، وليختاروا طريقة او وسيلة لتقديم هذا العمل التطوعي، خارج ساعات العمل الرسمية لكل منهم، ولمدة ساعة واحدة يوميا وانظروا ماذا سنحقق، ربما نقوم بتقديم خدمة لتنظيف المساجد, او دهان اطاريف الارصفة، او دهان مدارسنا الحكومية التي بعضها اصبح باليا ويبدو كالمباني المهجورة، او مساعدة الاسر الفقيرة بصيانة منازلها، او مساعدة بعض المزارعين بقطف ثمار زراعتهم، وبامكاننا تنظيم جهودنا من خلال البلديات التي بمنطقتنا او بعض الجمعيات الخيرية دون ان يترتب علينا اية التزامات مادية مع ان تقديم بعضا منها ايضا سيكسبنا المزيد من الاجر ويساهم بتحقيق نتائج افضل.
لاننسى انها مئات الالاف من ساعات العمل التطوعية والتي تحقق نتائج باهرة، ولكنها تبدأ بساعة واحدة منك، وساعة مني ومن زميلي ومن جاري حتى تتجمع وتصل الى عشرات الالاف او مئات الالاف منها لنحقق ما نأمله من نتائج. لذا لاداعي للانتظار ولهدر المزيد من الساعات، فبدلا من قضاء ساعة او ساعتين بالنادي الرياضي يوميا، لنقضيها بالعمل التطوعي فنحصل على النتائج الرياضية التي نسعى اليها من النادي ولكن مجانا، ونحصل كذلك على متعة العمل التطوعي واجره وفائدة تعود على الاخرين، فهيا بادر وزملائك بالتنفيذ ونحن بانتظاركم.

رائد شيكاخوا
كاتب ومحلل مالي