سراج قنديل ليس له بديل

سراج قنديل ليس له بديل

عاش الأردنيون يوما سعيداً مع زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الذي حل ضيفاً خفيف الظل على التراب الأردني الذي عانى الأمرين خلال السنتين الماضيتين عندما تقطّع الغاز المصري مراراً وتكراراً، وأوشكت حكومتنا على إعلانها الإفلاس؛ لأن غازهم يشكل شريان الحياة لنا وقناديل النجاة نحو الصناعة والاقتصاد.
تتبع الأردنيون خطوات الضيف منذ أن ترجل من طائرته حتى استقبل استقبال الأبطال، إذا ابتسم قنديل ابتسمنا، وإذا كشر كشرنا وخفقت قلوبنا خوفاً من عودته سريعاً إلى عقر داره. إذن تنفس الأردنيون الصعداء عندما نطق قنديل بالجوهرة الذهبية قالها: على الملا نحو نحترم الاتفاقيات الاقتصادية بين الدولتين الشقيقتين.
تناول قنديل طعام الغداء على مأدبة رئيس وزرائنا الأفخم الذي أخرج كل ما عنده من مخزون لغوي وبلاغي وهو يرسم صوراً فنية جميلة للعلاقات الرائعة والرائدة بين البلدين الشقيقين. قنديل أراد أن يخاطب الأردنيون عبر هواء الوطن "التلفزيون الأردني" الذي تغنّى بالثورة المصرية وفخامة رئيسها مرسي عبر منتصف عام تقريبا، ليبشر الأردنيون بالانفراج الاقتصادي وأن عمان ستبقى مضاءة بدون انقطاع.
لم يتعود الأردنيون عبر عقد من الزمن أن يتابعوا زيارة رئيس وزراء دولة شقيقة بهذا التعطش المنقطع النظير، لأنهم يدركوا أذا عاد قنديل عابساً متجهماً ستنطفئ قناديل منازل الأردنيون لوقت غير معلوم، وستلجأ الحكومة إلى جيوبهم لتنقذ قطاع الطاقة من الإفلاس الذي عانى من سياسات طائشة عجزت على استخراج الثروات المعدنية في بلادنا.

قنديل غادر عمان بعدما وعد الأردنيون بتقاسم لقمة العيش، يالله! على هذه الكلمات الصريحة الصادقة والتي تنم عن الإيثار والكرم العربي الأصيل، كم أضاع الوطن من الوقت وهو يجرب رؤساء وزارات حمّلوا الوطن من المديونيات المرّعبة، فضلاً عن قصص الفساد والمحسوبية التي أرهقت مفاصل الدولة الأردنية.