رسالة فهل أجد لها أذان صاغية ....!!!


رسالة من شاب يعيش في زمن انعدام الأخلاق ، وكثرة المعاكسات ، وصيد الفريسة بأي ثمن كان ، من شاب يموت قهرا من انحلال الأخلاق ، قرف الدنيا ومل منها بسب فقدان الضمير والتشبه بالكافرين ، والتعري لمواكبة التقدم والازدهار ، رسالة لكل بنت تضحك تفرح تعاكس وتغامز ، رسالة لكل فتاه تلهث خلف الموضة ، تلبس الفيزون ، وتزركش المنديل ، وتضع علبة اللبن فوق الرأس ليكثر الشعر ، رسالة لكل فتاه تعلقت بشاب لا يهمه سوى أن يقضي معها وطره ، ولا تهمه مصلحتها ، رسالة من شاب لا يؤمن بالحب إلا من خلال عقد القران ، وليس بالأحلام وخلف الكواليس ، بالأمس خطبت فتاه ، درست معي ، اعرفها بحكم الزمالة ، خلال دراستها أحبت أشخاصا ، لكنها تعلقت بشخص وأحبته حتى النخاع ، وعدها ذاك الذئب بالزواج ، خرجت معه ، تصورت معه ، تعرت أمامه ، فعل بها ما فعل ، وبعد التخرج افترقا كل في طريقه ، فعزمت أن اذهب لأسأل الشاب عن سبب الفراق ، ولماذا لا تريد الزواج من هذه الفتاه التي أحببتها وأحبتك حتى الثمالة ، في البداية قال لي : اخرس هذا شأني ، لكن بعدما ألححت عليه : أجابني أنت شاب وتعرف أن من تمشي معك تمشي مع غيرك ، ومن تحبك تحب غيرك ، من تتعرى أمامك تتعرى أمام غيرك ، من تخون أهلها تخون زوجها ، من قال لك أني أرضى على نفسي أن أتزوج فتاه كانت تتحدث مع أصدقائي ، من قال لك : أني أحبها : أنا فقط كنت أشتهيها ، وعندما أقضيت وطري منها وانتهيت من دراستي تركتها ، ثم أمعن قائلا لي : مسكين من سيتزوجها : قلت له لماذا : قال لم يبقى مكان في جسدها إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف ، ثم انصرف مبتسما : ويبقى السؤال : كيف يكون شعور الفتاه أمام ربها وضميرها وزجها وأبنائها مستقبلا ، وماضيها أسود ، وجسدها مطعون برمح أو مضروب بسيف ، كيف يكون ضميرها ، وهي تجلس بجانب زوجها ، وماضيها تقشعر منه الأبدان ، وتشمئز منه النفوس ، وما ذنب زوجها كي يتزوج فتاه مطعونة في شرفها وأخلاقها ؟ هل فكرت يوما أن كل حب خارج نطاق الزوجية حرام شرعا وكذب مزور ؟ أما سألت غيرك ماذا جنيت من الحب سوى الذل والخزي والعار ؟ أما علمتي أن الشباب يبتعدون عن الفتاه المحجبة الملتزمة ؟ البداية كانت منك عندما لبست أخضر مزركش وازرق منقوش ، وضحكت بلا سبب ، وفتحت الباب بلا ذنب ، رسالة لكل فتاه ، لا تكوني حثالة ، ولا تكوني حذاء يمتطيه كل غال ورخيص ، كوني جوهرة ، كوني لؤلوه ، كوني محجبه ، كوني متألقة ...كوني كفاطمة الزهراء ، رسالة فهل أجد لها أذان صاغية ....!!!
بقلم : محمود العايد