أرادها" الباشا" معركة الجمل!!!


وقع اختيار التيار الوطني على سفينة الصحراء"الجمل" ليكون شعاراً انتخابياً يرمز له الناخب في قاعة الاقتراع، ليدل على صعوبة المهمة الشاقة الذي ينتظرها "الباشا" ورفاقه في التيار الوطني الذين يدخلون هذه الانتخابات وعيونهم شاخصة باتجاه السراي الحكومي لعلهم يدخلوا الدوار الرابع فاتحين حصونه من بواباته الثلاث ليتربعوا على عرشه لسنوات أربع قادمة ومع ذلك يدرك الباشا ورفاقه أن الطريق إلى البرلمان لن تكون مفروشة بالورود والسجاد الأحمر؛ لأن بعض مرشحو التيار الوطني وغيرهم من النواب السابقين كانوا قد تربعوا على مؤسسات الدولة الأمنية والمدنية لسنوات خلت، لم يجن المواطن منها إلا الفقر وارتفاع منسوب البطالة لحد لا يحتمل، بالإضافة للفساد الذي التهم الأخضر واليابس بدون دوراً فاعلاً لهم يزج بالفاسدين في غياهب السجون ليشكل موقفاً يشفع لهم عند ناخبيهم.
يدرك الذوات أن معركة الجمل ستكون الفيصل لهم أما البقاء في العبدلي لفترة طويلة من الوقت، يتحكمون من خلالها في مفاصل الحياة السياسية، ويتقاسمون الكعكة الوزارية في ظل أول حكومة برلمانية، وأما اعتزال الحياة السياسية للطاعن في السن منهم ليتفرغوا لكتابة مذكراتهم الشخصية.
وكل ما يُحيّر الفقير، والكادح في البوادي والأرياف أن يتحول رمز التيار "الجمل" في حالة وصوله إلى السلطة إلى الجمل الوارد في المثل الشعبي"جمل عبود" الذي يمارس هوايته في التسلط والتدخل في شؤون الغير بدون حسيب ورقيب، مع محاباة فئة أخرى تسيطر على دوائر الدولة المركزية بدون شراكة حقيقية مع التيارات والحركات الشعبية الأخرى.
وأخيرا نتمنى للتيار الوطني التوفيق في معركتهم الانتخابية القادمة؛ لأنه يضم في أطيافه رجالات وطنية مخلصة يشار إليها بالبنان، وأن يصبروا على النقد، وتقبل الرأي والرأي الآخر؛ لأن شعارهم يشكل علامة فارقة في الصبر على الشدائد وتحمل ظمئ الفقراء الذين يريدون أردن زاهراً ومزهراً بالحياة الكريمة، والفضلى وأنتم قادرون على تغيير منهجكم الذي اتبعتموه في السنوات الخالية بما يتأقلم مع التغيرات التي أصابت المواطن الأردني في فكره وتوجهاته إلى منهج يكون شعاره الانجاز والعمل.