مستشفى الزرقاء الجديد أمل طال انتظاره ؟؟؟


نكرر حقيقة ما نقوله دوما أن الزرقاء محافظة منسية لا بواكي لها أو عليها والحكومات المتعاقبة تتخذها ميدانا لإطلاق الوعود الخدمية والتمرين على فن الخطابة دون أي تنفيذ على الواقع وأهلها من الفقراء الصابرين على ما فيها من هموم ومشكلات سوف تعجل دخولهم إلى الجنة بعد تحملهم للمعاناة والأذى بصبر وجلد ورغم الواقع البيئي الأخطر و الأسوأ في الزرقاء وازدياد نسبة التلوث في المياه والهواء واستمرارية فيضانات مجاري الصرف الصحي في كل مكان وما يتبع ذلك من انتشار للفيروسات والأمراض وحالات العدوى الطارئة لا زالت هذه المحافظة منذ ما يزيد على أربعين عام تعاني من عدم وجود مستشفى حكومي متطور يتناسب وحجم السكان ويستوعب الحالات المرضية المنومة وتزايد عدد المراجعين وعدم وجود أقسام طبية وعلاجية متخصصة توقف مراثون التحويل اليومي إلى مستشفيات العاصمة التي تكتظ بالمرضى أصلا

مستشفى الزرقاء الحكومي على واقعه الحالي شاهد عيان على عجز وزراء الصحة المتعاقبين وعدم قدرة الحكومات المتلاحقة وليس المتعاقبة على أعطاء أهل الزرقاء ما يستحقونه من وجود صروحا طبية متطورة رغم تكرار المعاناة وتجدد العذاب كل يوم ومن يشك في ما ندعي يتفضل بزيارة مستشفى الزرقاء والعيادات الخارجية على حين غرة ونحن هنا لا نتهم طاقم العمل والإدارة الذين يعملون ويجتهدون بما لديهم من إمكانات محدودة في المكان الأجهزة والمعدات ونقص الكوادر والأطباء

لنتذكر معا كم مرة قام جلالة الملك بزيارات مفاجئة لهذا المستشفى في إطار نهج المتابعة الميدانية الحثيثة التي كرسها جلالته في المشهد الأردني منذ اليوم الأول لتسلمه سلطاته الدستورية للاطلاع على واقع وحقيقة ومستوى المرافق والخدمات اليومية المقدمة للمواطنين حيث كرر الملك ملاحظاته وانتقاده حول التباطؤ الحاصل في تنفيذ مشروع بناء مستشفى الزرقاء الجديد رغم مرور أعوام على تبرع جلالته بقطعة أرض مساحتها " 112 " دونما لبناء مستشفى حديث يخدم أبناء المحافظة

حكومة تغادر وتترك وعودها محل تندر بين الناس وحكومة جيدة تهل ومعها وعودها الطازجة ولغة اللامبالاة والذرائعية في التعامل مع قضايا وهموم وحاجات الناس مستمرة وخصوصا في القضايا الضرورية والعاجلة سنوات سابقة استهلكت وهل نحتاج إلى المزيد دون أن ننجز شيئا في هذا المضمار وأن الجهد المبذول لا زال عاجزا وضعيفا ولا يتناسب مع الحاجة الملحة وهل أصبح هنالك ركون وسبات لدى المسؤولين المعنيين بعد توجيهات جلالة الملك بتلبية احتياجات المستشفى الحالي من أعمال الصيانة و توفير الأجهزة الطبية لتمكينه من تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين بصورة أفضل والتخفيف من الاكتظاظ في أقسامه المتعددة ألم يكن من الأجدى بعد كل هذا الوقت أن يفكر المسؤولين جيدا ويسترعوا مغزى التوجيهات الملكية بعد كل هذا الوقت وهل سوف ينتهي عهد التراخي مع قدوم حكومتنا البرلمانية المقبلة بكل ما سوف تطلق من برامج ووعود وهل يغادر رئيس الحكومة الحالية ويبقى مشروع مستشفى الزرقاء البديل على رفوف الماضي والتاريخ والنسيان رغم ما يرد إلى أبناء الزرقاء من إن البناء أكتمل والعمل أنجز فما يمنع إذا مباشرة الخدمات

اليوم نوجه دعوتين لرئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور ولوزير الصحة الدكتور عبد اللطيف وريكات لزيارة مستشفى الزرقاء الحكومي في حي رمزي للاستماع إلى المواطنين حول مستوى ونوعية الخدمات الطبية المقدمة لهم ومشاهدة المرضى والمراجعين ومعاناتهم مع طول الانتظار والنقص في الأقسام التخصصية بالإضافة إلى الاكتظاظ الكثيف في عيادات وأقسام ودوائر المستشفى المختلفة وانه من المناسب الآن بل والعاجل أن يقوم أصحاب العلاقة في مختلف مواقعهم وتخصصاتهم وصلاحياتهم بوضع الخطط المرحلية القريبة واتخاذ القرار العاجل لرصد المبالغ المطلوبة لاستكمال ما تبقى من عمل وتجهيزات لانجاز هذا الصرح الطبي الملح لأهل الزرقاء والمنتظر طويلا وبما يعزز مسيرة الوطن في تنفيذ وترجمة توجيهات الملك إلى خطط ومقاربات عملية قابلة للتنفيذ بعيدا عن لغة الإخفاق ومفاهيم العجز خاصة وان التقصير لدى بعض المسؤولين يمتد أفقيا وعاموديا وبما يصعب السكوت علية أو خلق المبررات المقنعة له والتأكيد على ضرورة وضع الحلول الجذرية لمشكلة مستشفى الزرقاء الحكومي على يد هذه الحكومة وبأبعد وقت التي تليها ومن المهم الإشارة هنا بأنه ليس المعني بالتقصير الإدارة أو الأطباء أو الكوادر بل هو الواقع المتردي لهذا المستشفى منذ عهد بعيد من حيث المبنى والتجهيزات والمستلزمات

mahdimubarak@gmail.com