فمن اين اذا جاء الخلل ؟؟!...


انا لست من هواة التمثيل المعاصر ...
انا رجل من زمن السينما الصامته ...
اجيد الوقوف على خشبه المسرح ....
افهم جيدا ان الحياه مسرحيه ...
وما انا الا دميه تحركها خيوط الساعات ...
تنقلني حيث تشاء في مواطن الالم ...
كثيرون من يفهموني ... وكثيرون من لا يفهموني ...
لكن احدا لا يدرك اني القادم من خلف السنين ...
اسكن بجوار شعب لا يملك الا مفتاحا وبعض امتعته الحنين ...
أنا المغترب في وطني ...
انا المرتحل عن ذاتي ...
انا المسافر والقلب مقيم ...
انا من تُفرض عليه الاقامه الجبريه ...
انا من تطارده لعنه ازليه ...
انا الهارب بجواز سفر لا يصلح لكل الاقطار العربية ....
انا كما انا وكما كنت سأبقى ... لا اؤمن بحكايات الطفوله ...
فـ ليلى تآمرت مع الذئب على جدتها ...
وجمال ساندريلا بفعل مستحضرات التجميل ...
ولم ارى ملكا تزوج من ابنه الحطاب الا لاهداف قوميه ...
انا كما انا لا افهم لغه القانون ...
لكني حتما اجيد فن الاحترام ...
انا لا ادفع ضريبه الاقامه ... لاني لم اعد على سلم اولوياتهم ... بالامس كنت من المستوطنين الجدد...
واليوم انا مواطن لا احمل اوراق ثبوتيه ...
وغدا انا مهاجر لا شرعي ...
انا لا اصدق ان الحب الصادق يفضي الى الزواج ...
فـ عبله لم تتزوج عنتر ...
وقيس لم يتزوج من ليلى ...
انا لا أأمن بالحب من أول نظره ...
ولا بكل النظرات...
فالحب احساس يبدأ في الغياهب ...
انا لا اصدق سعاده الاغنياء ...
ولا اصدق راحه بال الفقراء ...
ولا اصدق اننا في زمن يخلو من الاصدقاء ...
انا لا اصدق الاسماء ...
ولا اصدق الدموع الحاضره ...
ولا اصوات البكاء ...
انا لا اصدق موجز الاخبار ...
ولا حاله الطقس فالصيف صيف والشتاء شتاء...
انا لا اصدق نتائج كره القدم ...
وملخص الدوري الاسباني ...
فحجم المراهنات اكبر من سعه النزاهه...
انا لا اصدق المسلسلات التركيه ...
فهي لا تعلمنا الا التمرد على التقاليد والعادات ...
انا لا اصدق ان بلاد العرب اوطاني ...
ولا سأحيا فدائي وامضي فدائي الى ان نعود ...
انا لا اصدق ان مهنه التهريب حرام ...
ولا اصدق ان دفع فاتوره الكهرباء واجب وطني ...
انا لا اصدق الحكومه ولا اثق بالمعارضه...
انا لا اصدق من يقف احتراما لنشيدنا ...
لكني استهجن تجاهل البعض بالوقوف ...
انا لا اصدق استفتائات الرأي المعده مسبقا...
ولا اؤمن بـ ديمقراطيه تفرضها الفوضى ...
انا لا اصدق ان غدا افضل ...
فنحن كل يوم نعيد شريط الذكريات لعلنا ننسى ...
انا لا اصدق الحملات الانتخابيه ...
ولا اأمن بما تفرزه صناديق الاقتراع ...
انا لا اصدق الاستعراضات العسكريه فكل المسعرضيين سقطوا ...
انا لا اصدق اسباب الحرب على العراق...
ولا اصدق ان خلافات الاحزاب اللبنانيه تصب في مصلحه الوطن ...
انا لا اصدق دعم السودان للارهاب...
ولا تمثال الحريه ...
ولا اصدق ان الثوره جلبت لنا الاوطان ...
انا لا اصدق موازين القوى ...
ولا اصدق رجال الاعمال ...
انا لا اصدق جاري ان ادعى حسن الجوار ...
انا لا اصدق باسم ورباب ولا درس اللغه العربيه ...
انا لا اصدق الناس ...
فلو كانوا مثلما يدعون ، فمن اين اذا جاء الخلل ؟؟!