كيف ينمو الصحيح ؟

الكاتب: المستشار شفيق الدويك

كتب المفكر علي الجماعين: " الكل عارف الصحيح ".

هي ثلاث كلمات، لكنها من أعمق الكلمات وأثراها على الإطلاق.

يرددها العامة والمثقفون في مناسبات عدة، مثل: (1) بعد أخذ المرء قرار عدم التدخل في المسألة المعروضة، (2) أو عندما يشعر المرء بالإحباط واليأس الشديدين، (3) أو عندما يسخر المرء من ذوي العلاقة، بحيث يقصد المتكلم عكس ما تعنيه الكلمات الثلاث، أي لا أحد يعرف الصحيح، ومن الممكن عرض الكثير من المناسبات غير التي ذُكرت هنا.

ما يعنيني هنا هو أن الأخذ بالصحيح لا يمكن أن يتم، في حالات كثيرة، دون التمسك بأداة الثواب والعقاب التي تُسيّر المعنيين نحو الصحيح سواء طواعية أو قسرا.

والصحيح تتجلى فيه الفضيلة، أي يتجلى فيه الحق وهو بيد صاحبه وبأروع صوره، وهو عادة كامن في ثنايا المعايير السامية النقية التقية البهية المعدّة سلفا من قبل الأصحاء المطمئنة نفوسهم، والمتعارف عليها بين فئات الناس وعلى كافة الصُعُد. والنفس البشرية توّاقة بطبعها ، في حالات كثيرة، لأن تنحرف عنه بسبب ميلها نحو الإستجابة لنداءات الغرائز الدونية المسيطرة على الأنفس الأمّارة بالسوء.

لن يتكاثر الصحيح الذي ينتظره معظم المواطنين، والذي يُسعد الأمة، دون تفعيل أداة الثواب والعقاب في كل المواقع ودون أي إستثناء.