بالفوضى لا يتم الإصلاح ومحاربة الفساد

الإصلاح الذي شاع ذكره وكثر تداوله في وسائل الإعلام فلا يكاد يمر أسبوع أو أسبوعان أو شهر على أكثر تقدير إلا ونسمع عن ندوة تعقد عن الإصلاح، أو مقال في (الإصلاح ).... وهكذا. فالكل يدعي وصلاً بهذا الإصلاح مهما اختلفت المشارب أو التوجهات؛ مما أحدث ربكة في أذهان المتابعين، وكذلك التباين الواضح والمتناقض بين مدعي الإصلاح ؛ مما أورث تساؤلاً من المصلح الحقيقي من هؤلاء المدعين لأن الإصلاح مصطلح يستعمله المصلح والمفسد في آن واحد. والإصلاح الحق ما قاله نبي الله شعيب عليه السلام لقومه (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت) ثم نهاهم عن الإفساد المضاد للإصلاح :(ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) وأما الإصلاح الكاذب هو إصلاح المنافقين والمفسدين ممن يُلبسون علينا بتسمية إفسادهم إصلاحاً! كما قال سيد قطب (والذين يفسدون أشنع الفساد ويقولون: إنهم مصلحون، كثيرون جدًا في كل زمان. يقولونها لأن الموازين مختلة في أيديهم )
قيادتنا الرشيدة هي المتزعمة لحركة الإصلاح والمنادية بالتنمية والتطوير في كل المجالات ولكن المشكلة مع مجموعة من الأشخاص اتخذوا المسلك الإجرامي وسيلة للإصلاح ، والبعض منهم (مدعي الإصلاح) ولاؤهم لمرشدهم ولتنظيمهم وكذلك تحزيبهم الشباب إلى مجموعات ومن هو منهم ينزهونه عن كل خطأ ومن لا ينتمي لحزبهم وتيارهم يهمل في وسط الركام ،ويعلوه الغبار والسؤال لماذا لا يعمل دعاة الإصلاح للإصلاح تحت الدستور؟ و لماذا يرفض هؤلاء العمل ضمن القانون ؟ ، ويصرون على أن يكونوا تحت وصاية التنظيم العالمي لهم .
أنا لا اختلف مع المغرر بهم والمتعاطفين مع دعاة الإصلاح ولكن اختلف مع الذين سبق أن تعدوا على مسلمات بل محرمات يرفض أي أردني شريف الاعتداء عليها و مع من يستثمرون علمهم الذي ميزهم الله به عن غيرهم وحصره بالمصالح الحزبية الضيقة فالكلب أعزكم الله لا يعض اليد التي تطعمه وان فعلها فعندئذ ينبغي قتله حتى لا يؤذي الناس ولا يستبعد ان يكون قاتله الطبيب البيطري الذي كان يعالجه.
يا مدعي الإصلاح انك الآن تتخبط ويختلط عليك وضعنا في الأردن كمواطنين اردنيين وبين مواطني الدول العربية الشقيقة التي يدعون ان ما قاموا به هي اعمال بطولية وان هذه الثورات هي الفترة التي تسمى بالربيع فاوضاع الشعوب التي خرجت على حكامها ما تزال في تخبط ولا تزال تعاني من الضياع والحرمان من نعمة الأمن والامان فأصلح نفسك قبل ان تطالب الناس بالإصلاح في الوقت الذي يتكلم فيه العالم عن التواصل فيما بينهم من اجل الإنسانية مستخدمين تكنولوجيا تخطت الحدود والحكومات وحررت الانسان من تفكيره المحدود وجعلته منفتحا على الآخر متخطيا العرق واللون والقومية والقبيلة من اجل تواصل مثمر مع آخر يبعد عنه آلاف الأميال أجد من يتبجحون باسم مصلح او ناشط سياسي وكأنهم واهبون للحياة أو كأنهم واهبون للناس جنة الخلد