الامن الناعم ومنابر الحرية


اصبحنا نسمع هذه العبارة تتردد كثيرا بأن الامن ينتهج سياسة الامن الناعم، اي انه (حنيّن) على الجماهير ورؤوف رحيم بهم، ولكن سبحان الله فعلى الرغم من هذا الامن الناعم فانه يستخدم به الاسلحة النارية الاوتوماتيكية واليدوية والغازية من الطرفين وغيرها، وينتج عنه اصابات في الطرفين سواء بالجماهير او برجال الامن الناعم، وقد يكونوا اخوانا ولكن لايعرفون بعض فرجال الامن الناعم مقنعون باقنعتهم السوداء وبعض المتظاهرين ملثمون بالكوفية الحمراء او البيضاء.
وقد نتج عن المواجهات ما بين الامن الناعم والمواطنين المتظاهرين الذين حاولوا التنفيس عما يجول بنفوسهم والتعبير عن مطالبهم بحرية، قد نتج عنها العشرات من الاصابات، والعشرات من الاعاقات، بالاضافة الى بعض القتلى او الشهداء من الطرفين وندعو الله ان تحتسب لهم على الاقل شهادة في سبيل الواجب للطرفين حتى لايخسروا دينهم ودنياهم.
هل هذا هو الامن الناعم، فان كان كذلك فما هو الامن الخشن، وارجو ان لانتعرف اليه فنحن في غنى عن الناعم فما بالك بالخشن. اعتقد ان ما نريده ليس هو الامن الناعم، ولكن التفاهم الناعم، وعلى الحكومة ان تدرك ان ما نحن بحاجة له ليس الدرك ولكن ادراك حاجات المواطنين الاساسية، فجمعينا اخوة وابناء لوطن واحد من قوات الامن ومن المتظاهرين، وبالفعل فقد صدف ان كان بواجب الامن اشقاء فعليين لاشقائهم المتظاهرين، وقد اصيب بعض المتظاهرين وهناك احتمال كبير ان من اصابهم هو من اشقائهم من رجال الامن والعكس صحيح، وهذا مالانرغب به، فنحن لانرغب ولايعجبنا ان يصل الحال بالاخ يؤذي اخاه، كما ان كل الاردنيون اخوة ولانتمنى ان نؤذي بعضنا بعضا.
قد يكون البعض قد رأى ان في الشارع منبرا للحرية، وربما كان معهم حق بذلك لعدم وجود منابر للحرية كما نأمل ونصبو على مر السنوات الماضية مع واجبنا على اعطاء الطريق حقه، ورؤيتهم للفساد يستمر ببعض المواقع دون قيام الاصلاحات اللازمة، وان صوت الشارع قد احدث احيانا بعض التغيير، لذلك كان لابد من اللجوء للشارع، مع اللجوء للمنابر الاخرى التي لم تغلق ومازالت متاحة ايضا جنبا الى جنب مع منبر الشارع، فهناك الصحافة وبرامج التلفاز على المحطات الفضائية المختلفة والمواقع الالكترونية امثال هذا الموقع والذي نأمل ان يبقى منارة للحق حتى نصل للتغيير الذي نصبو اليه.