نصيحة العصر لمستقبل الأجيال ؟؟؟؟




أكتبوا أرائكم بقلم جاف 000 واكتبوا مبادئكم بقلم رصاص


مهدي مبارك العبداللات

عنوان المقال أعلاه يشكل قاعدة ذهبيية ماكيافيلية ( نسبة الى الفيلسوف الايطالي نيكولودي مايكافيلي صاحب نظرية الغاية تبرر الوسيلة ) الذي سار على خطاه معظم المسؤولين الانتهازيين في بلدنا لتحقيق طموحاتهم الخاصة وتنفيذ أجنداتهم الضيقة في التعامل مع المصلحة العامة والكثير من قضايا الوطن داخليا وخارجيا من حيث تبديل المواقف وتغييرا لاتجاهات وفقا لحجم المنافع والمكتسبات

الذاكرة الجمعية لأبناء الشعب الأردني الصابر " المغلوب على أمره " محشوة بأرشيف متراكم من الصور والسلوكيات لكثير من الشخصيات أمثال بعض رؤساء الحكومات والوزراء والحزبيين والرؤساء والمدراء والأعيان والنواب وغيرهم ممن كانوا يمارسون علينا الكذب ويبيعونا المواقف الوطنية والمبادئ القومية ويغيبون وعينا بالتنظير والتشدق بالأمانة والحرص على مصالح الوطن والأجيال وخدمة المواطنين بأمانة وإخلاص دون محاباة ولا تمييز وعلى ارض الواقع كانت غاياتهم الاستحواذ على كل شئ لأنفسهم وأقاربهم ومحاسبيهم حتى طغى الفساد وبغى الفاسدين على مقدرات الوطن بحماية ورعاية رسمية منظمة ودون قدرة على محاسبتهم لا بهيئة مكافحة فساد ولا بمحاكم مدنية أو عسكرية

التراجع عن المبادئ والقيم والمواقف هي خاصية وسمة يتخذها البعض وسيلة مواتية للوصول إلى المراتب والمناصب فما أن تغازل الحكومة أي منهم بأي موقع مهما صغر حتى تراه إنسان في ثوب وجلد جديدين يتبع ذل الحكومة كالمضبوع فعلي سبيل المثال لا الحصر هنالك مسؤول طارئ ( جديد ع الصنعة ) ولد وفي فمه منجل ومطرقة ماركس وتربى في حضن الأفكار الماركسية واليسارية وما أن أصبح قريبا من أضواء السلطة بدأ يغزل منواله على صوفها حتى بادلته الغزل ووصل إليها بكل الوسائل التي تبرر الغايات ثم استبدل كل ماضيه النضالي الإعلامي والخطابي فقط بحاضره المتنعم الرغد وهنالك الكثير من الحزبيين تخلو عن ايدولوجيا تهم وانتماءاتهم وحزبيتهم من اجل منصب وزاري أو وظيفة عامة بمسمى معالي أو عطوفة أو سعادة دون خجل من تاريخ طويل في مقارعة الحكومة ورفض سياساتها تحت مسمى المعارضة التي يستخدمها البعض كمذهب التقية يظهر مالا ببطن والمهم لدى البعض ايضا هو ما يكسبه ويشغله ولو على حساب المواقف والوطن الذي يستغل في كل مرحلة للاستهلاك المحلي

المبادئ لديهم ما هي إلا جسور تمر عليها الرغبات والمصالح وهنالك المسؤولين الذين عملوا في الدولة سنوات مخملية صنعت منهم رجال عظام وباشاوات كبار كانوا ذات يوم حماة لسياجها مدافعين عن هيبتها مخلصين لعرشها وترابها يحجرون على الناس حريتهم ويظلمونهم تحت خيمتها ويدمرون كل من يعترض أو ينتقد النظام أو الحكومة أو الدولة وبعد خروجهم من أجهزتها وفي لمح البرق وسرعة الريح غيروا المبادئ والمرتكزات فأصبحوا من حملة مشاعل الحق والنور وحماة حقوق الإنسان وقادة الحراك والتتغيير يطالبون بوقف تدخل أجهزة الدولة التعسفية عن الظلم والعدوان والتمييز بين المواطنين وبعضهم شكل صالونات معارضة سياسية لاغتيال الشخصيات وتشويه صورة الأردن والنظام وإسقاط الحكومات بالتشويش والقدح والذم متناسين ما اقترفت أيديهم في الماضي البعيد والقريب وان ما يعاني منه الوطن اليوم من التراجع والإحباط هي مخلفات عقلياتهم العرفية وبقايا ظلمهم واستبدادهم وتجبرهم وهم في الرتب العسكرية والمدينة الحساسة فبأي شكل يمثل علينا هؤلاء المتلونين لنتقبلهم بيننا ونركن إليهم أم هي مسرحيات تتغير فيها الأدوار والشخصيات والأزياء والمواقع والضمائر والغايات

نتذكر جيدا شعاراتهم الرنانة وبرامجهم العريضة التي تقهر كل صعب ومستحيل يكذبون تحت القسم ويعدون بتحقيق الانجازات وتسهيل سبل الحياة وما أن تلوح لهم أي بارقة أمل في موقع أو منصب أو منفعة شخصية حتى يبدلوا ويغيروا في القناعات والمنطلقات ويشهرون سيوفهم على الناس ويمدون أيديهم في جيوب الفقراء

تراهم غير الوجوه التي عرفت بالالتفاف على الحقيقة وتزوير الوقائع واستغلال الظروف للتنظير الوطني وإظهار الخوف المصطنع على المصلحة العامة وهم في كل واد يهيمون لقطف الثمار قبل الآخرين وغمط حقوق الغيورين وسرقة جهد المخلصين بالكذب والرياء والخديعة

كم من مسؤول ملئ الأرض صراخا كاذبا واستجلب مشاعرنا فزعة في خوفه وحرصه على الأردن و مستقبله وتطوره ونمائه ثم نجده أول من يبيع الوطن وينهبه في وضح النهار ويشكل المافيات المالية والاقتصادية والسياسية والبرلمانية والإعلامية لتعطيل قدرة الدولة وهيبتها في الملاحقة والتحقيق وكشف الفساد
السؤال الذي يلح نفسه دائما على أحفاد الشرفاء الوطنيين والمخلصين الذين خدم أجدادهم وإبائهم في أعلى المراتب وحازوا على ارفع الألقاب والمسميات ولم يسرقوا الدولة ولم يستغلوا الوظيفة العامة ولم يساوموا على الولاء للوطن والانتماء للمواطنة بأي ثمن ولم يعارضوا الحكم والحكومة لتسجيل مواقف طارئة لمقايضتها بالمنافع والمكاسب هل كانوا على الطريق الخاطئ حينما تربوا على مبادئ الصدق والولاء والانتماء والأمانة وعزة النفس والخدمة الوطنية الشريفة والمحافظة على أموال الوطن ومقدراته ألهذا السبب كثير منهم يعجز عن شراء بيت يستر أسرته فيه أو تعليم ولد يجده عند تقلبات صروف الدهر وهل نحض أبنائهم للسير على خطاهم واقتفاء آثارهم في الفقر والعوز والتهميش والإقصاء والضياع والنسيان والوقوف على أبواب مكاتب وشركات ووزارات أبناء الذوات أم نطلب منهم أن يعاكسوا نهج الآباء والأجداد ويتعلموا ويثقفوا أنفسهم على أسس النفاق الحكومي والرياء الوطني والخداع الشعبي ويخالفوا السياسات العامة ويعارضون التوجهات الرسمية ويطلقوا الشعارات ضد الدولة والنظام ليدخلوا عالم الطبقة السياسية والمخملية الراقية صاحبة الحظوة في المناصب والوظائف والتقدير ويسيروا على خطى عصابة المترفين والمرفهين المتنعمين بما سرقوا ونهبوا وباعوا مما وصلت أيديهم ألاثمة من مقدسات الوطن وثرواته ليقال عنهم جيل النشامي الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف حقا بهذا المنطق المقلوب أصبح الحليم حيران

فمن هم أحق بالوطن وخيراته الشرفاء أم اللصوص المنافقين أم المتلونين أكثر من الحرباء بين الصحراء والخضراء للأسف هذه حكاية وطني الذي يتبجحون بحبه ليل نهار

إضاءة :

شخص مارس كل إشكال المعارضة البهلوانية والاستعراضية في جميع الازمان و الأوقات تراه راديكاليا يساريا ثم معتدلا رخوا يعاكس التيارات بالخطابات والبيانات ودون تدقيق في العبارات والكلمات تخلى عن كل الجبهات والقيادات في الجهر وفي الخفاء صاحب ايدولوجيات متوفيات وتنظير ليس فيه قناعات عارض وشاكس بعض الحكومات وشوش على بعض القرارات والسياسات ( فق----------ط ) ليصبح اسما في طاقم الوزارات كلما اقتربت منه غشتك الحيرة واكتشفت انه خليط من التناقضات فمن هو يرعاك الله

mahdmublat@gmail.com