على ذقون من تحاول الضحك يا رئيس الوزراء!


تُرى على ذقون من تعتقد أن تضحك يا رئيس الوزراء في الحكومة العادية غير المنتخبة؟! فمحاولتك تجبير ما كسرته بشأن ما يتعلق بعبثك بقوت ومعيشة الشعب الأردني الكريم الكاظم الغيض والقابض على الجمر والصابر على المر لم تنجح، ولم تُفلح ولم تأت بجديد. فأنت رفعت أسعار الوقود ورفعت سعر اسطوانة الغاز التي يعتمد عليها المواطن الأردني في معيشته إلى حد بعيد، رفعت سعرها إلى حد لا يستطيع معه الشعب الكادح تدبر معيشته اليومية، سواء كان ذلك في فصل الشتاء القارس أو في غيره من المواسم والفصول.

والفتات الهزيل من الدنانير المعدودة الذي ارتأيته دعما ليعوِّض عن الارتفاع المفاجئ والعالي في سعر إسطوانة الغاز ربما ترك أثره المحدود على اسطوانة الغاز بحد ذاتها، ولكنه لم يعالج التداعيات والآثار الناتجة عن رفعك لسعر اسطوانة الغاز بشكل عام، وخاصة في المحال التجارية والخدمية، كالمخابز والمطاعم والمغاسل ومحال بيع الدجاج الحي وغيرها، والتي تستخدم الغاز في عملها وإنتاجها بشكل كثيف.

فهذه المحال وغيرها قامت هي أيضا برفع أسعار كل منتجاتها، وذلك لأنها تستخدم العديد من أسطوانات الغاز بصفة يومية، وأنت تعرف أن الدعم لا يصل إلى أصحاب هذه المحال التجارية الخدمية بأنواعها.

رَفْعُكَ لأسعار المحروقات وغاز الطبخ والتدفئة ما فتئ يتسبب في التهاب أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية الأخرى بشكل لم يعد يطاق يا رئيس الوزراء في الحكومة العادية غير المنتخبة، وقرارتك الهوجاء وغير المدروسة هذه لا تزال تزيد في احتقان الشعب الكريم بصفاته أعلاه، ومن يدري إذا كانت ستنفجر الأوضاع بشكل مفاجئ، فتكون تسببت يا رئيس الوزراء غير المنتخب في ثورة شعب جائع أو اقترب من الجوع، وربما في ضياع وطن أو خرابه، وأنت تدري!

ثم كم تود حكومتي، حكومة الظل الأردنية التي أتشرف بخدمتها أكثر من رئاستها، أن تلفت باسم الشعب الكريم انتباه رئيس الحكومة العادية المدعو الدكتور عبد الله النسور، وذلك لاستخفافه بكرامة وشرف ونبالة الشعب الأردني الكريم الكاظم الغيض والقابض على الجمر والصابر على المر، وذلك عند قول النسور في أحد اللقاءات مع إحدى القنوات الفضائية في أعقاب رفعه للأسعار بأن "الشعب الأردني يُرعبه ما حصل في الأقطار الأخرى، يُرعبه".
فيا من تدعي أنك خبير اقتصادي ومالي لأكثر من ثلاثين عاما، يريد الشعب الكريم أن يُذكِّرك بأنك لست خبيرا اجتماعيا، ولست خبيرا في علم النفس، ولست خبيرا في نفوس النشامى الأردنيين، وذلك عندما تتهمهم بالارتعاب مما يجري في ميادين الربيع العربي.

وأما ما يود الشعب الكريم أن يُذَكِّرك به أكثر يا رئيس الوزراء غير المنتخب، وذلك كي تضعه وساما على صدرك بصفة مستمرة، فهو يتمثل في ضرورة أن تعي وتدرك على الدوام بأن الشعب الأردني الكريم، شعب عريق شجاع لا يهاب ولا يخاف، وهو أبدا لا يخشى الردى أو يرتعب من النوازل.

وبقي القول إنه يمكن القول إن الحكومة العادية غير المنتخبة التي ترأسونها ربما تتصف ببعض الذكاء والدهاء، وذلك لأنها ربما تمكنت من إلهاء الشعب الكريم بقوت عيشه، ولكن ليعلم رئيس الوزراء غير المنتخب أن المثل الشعبي القديم الذي كان يقول"جَوِّع تَشلْبَك يِلْحَقَك أو يِتْبَعَك"، لا ينطلي أبدا على الشعب الأردني الكريم الساعي نحو بلورة حال الربيع الأردني، وذلك من ضمن الربيع العربي المستمر الكبير، شاء من شاء، وأبى من أبى!