أنا وأنتم النزاهة والشفافية


أن تعزيز قيمة الصدق في حياتنا من خلال التأكيد بأن النزاهةوالشفافية ليست مطلباً فقط بل هي قيمة ملتزمة تلازماً أكيداً بمفاهيمنا التربوية والسياسية والأخلاقية وقبل ذلك هي جزء من قيمنا التاريخية والوطنية وفي صلب المكونات العقائدية في حياتنا دينية كانت أو سياسية.

حماية النزاهة والشفافية ويجب أن تتبناها الجهات التعليمية كلها والجهات الإعلامية وخطباء المساجد ومن في حكمهم فهذه الجهات يجب ان تغرس القيمة الإسلامية في نفوس الجميع. تلك القيم التى ترفض الفساد بكافة أنواعه وتطلب من جميع فئات المجتمع الابتعاد عن الفساد ومحاربته ونشرالنزاهة و الشفافية.

النزاهة والشفافية كلمة سحرية إذا ما أرتبط القول بالفعل، وهناك العديد من التعريفات والتوضيحات حول المقصودبالنزاهة و بالشفافية فهي في اللغة تعني الشيء الشفاف الذي لا يحجب ما وراءه فمعنى شف أي رق حتى يرى ما خلفه أي تعنى الوضوح وهي عكس التعتيم والسرية ولعل استخدام هذه الكلمة اصطلاحا لا يختلف كثيراً عن معناها اللغوي.



فالشفافية هي الصدق في حياتنا والصدق يعني قيمة وليس شعاراً وهي قيمة موجودة ويجب أن تكرس في حياتنا على صعيد المنزل والعمل والمجتمع والوطن.



كما أن النزاهة و الشفافية مبدأ تنموي استثماري واقتصادي مهم يعني ضرورة الإعلان والإعلام عن الأنشطة والبرامج التي تنفذها المنظمة ، وكذلك الأمر بالنسبة للدول فكثيراً ما نسمع عن ألسنة المسئولين أن تصرفات الحكومة تتصف بالشفافية. فما معني ذلك؟



معنى ذلك أن مصادر الدخل واضحة وأوجه الإنفاق واضحة. فميزانية الدولة متاح معرفتها للجميع ومشاريع الدولة وقيمتها الحقيقية متاحة أيضاً حتى يمكن محاسبة المسئولين بعد ذلك عن أي خسائر أو تغيير يحدث فيما هو مخطط له وما تم فعلا من منطلق هذه الشفافية ، ولهذا فلا عجب أن نجد مثلاً في بعض الدول الديمقراطية أن يتهم رئيس أو وزير بالرشوة أو الفساد وذلك عن مرئي ومسمع من الناس لأن الرقابة أمانه وضعها الشعب في أعناقهم ومن حق الشعب أن يعرف أين هو وإلى أين يتجه.



فالنزاهة والشفافية تعد أحد أهم مبادئ الحوكمة وتعود هذه الأهمية إلى أنها السلاح الأول لمحاربة الفساد والاختلاسات والتربيطات التى كثيراً ما نسمع عنها. فغياب الشفافية هو الذي يفتح الباب على مصراعية لعقد صفقات الفساد من تحت الترابيزة (يعني في الخفاء) أما مع وجود الشفافية فإنه يصعب حينها إساءة استخدام لصالح فئة تعمل في الخفاء.



ومن الجدير بالذكر هنا أن للإعلام دورا كبيراً في تحقيق النزاهة والشفافية حيث حرية الكلمة والتعبير والنشر تساعد على الحفاظ على هذا المبدأ وتساهم في تسليط الضوء والكشف عن أي تلاعب يكون، فالشفافية والوضوح بما تعنيه من نشر المعلومات والبيانات الحكومية والحرص على تدفقها وعلانية تداولها عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة يعتبر عنصراً رئيسياً في مكافحة مختلف أشكال الفساد واجتثاثه من جذوره. الكاتب جهاد الزغول