هل بدأت العلامات الصغرى لفشل الربيع العربي بالظهور ؟

غالبية الشعوب في المجتمعات العربية , إن لم يكن معظمها , قد صفّقت وما زالت تصّفق لإرهاصات ما سمي بالربيع العربي , وحسب معلوماتي المتواضعة أن جزءا كبيرا من التصفيق يكون بحكم الوراثة , ربما لا ينجوا منه إلا كل من قرأ رواية خداع المرايا They Do It with Mirrors للكاتبة الانجليزية أجاثا كريستي , في هذه الرواية تغور هذه الكاتبة في أعماق النفوس البشرية محللة كوامنها، باحثة عن دوافعها بعبقرية فذة وبصيرة نافذة , ونقول هنا لو تغوّر قلم الكاتبة الانجليزية أجاثا كريستي في أعماق نفوسنا العربية هذه الأيام في ربيعنا العربي وحللت كوامننا , هل ستجد هذه الكاتبة (الغوارة) إننا أصبنا بخداع المرايا ؟  

يقال أن للفشل بشكل عام علامات صغرى وعلامات كبرى , وأن العلامات الصغرى , هي مقدمات لابد من وقوعها للوصول إلى العلامات الكبرى , والسؤال الذي يتمحور هنا هو : هل العلامات الصغرى لفشل الربيع العربي قد بدأت ؟ في الوقت الذي ما زالت فيه نسائم هذا الربيع تتحرك هنا وهناك , إن مضاعفات فشل الربيع العربي , ستضع شعوب العالم العربي تحت كارثة مؤكدة , لا احد يستطيع وضع تقديرات وتصورات لنتائج مثل هذه الكارثة , كيف لا وواقع الحال في بعض الدول العربية التي بدأت أو أوشكت بقطف ثمار ربيعها العربي , لتبدأ بربيع جديد وهكذا , ليثبت كل ربيع فشل الربيع الذي سبقه ونخسر السابق واللاحق , وهنا يكمن الهدر والدمار والضياع والخسارة في ممتلكات ومقدرات الدولة , وبالتالي ضعف الأمة , لنأكل أصابعنا التي صفقنا بها للربيع العربي ندما وحسرة , وعندها لا ينفع الندم . 

وبكل صراحة إن لم نكن قادرين على المحافظة على ثمار الربيع الذي نضحي من اجله , وجب علينا الصبر والاحتساب على واقع الحال المعيشي الذي نحن فيه , وهذا من وجهة نظري أفضل من جعل كل ربيع يأكل سابقه وتحصل الكارثة , وتصدق رواية الكاتبة الانجليزية أجاثا كريستي في روايتها (خداع المرايا) .