ثوابت الخطاب الفصل ..”عداه العيب” وللأردن رب يرعاه


...كبرنا ببطء وتمهل نعم..لكن بالتأكيد...فرغم الأحداث المختلفة؛ والظروف الصعبة، وعدم توافر الموارد الهامة؛ التي اعتمدت عليها الأمم لبناء دولها وشعوبها، واصل الأردن بناء مؤسساته الدستورية، وإنشاء المقدرات المختلفة وتطوير الخدمات العامة، وذلك لأن الشعب والملك أسرة واحدة؛ تحيط بالبيت ورب البيت تحميه وتخاف عليه، وعلى حامي حماه، ورب البيت يحمي بيته بجهده إنجازات وبحث وأسفار مكوكية هنا وهناك، وسعة أُفق وقلق ورسم خرائط للطريق الصعب وهو حقاً صعب، الأردن بيت يرعاه الهاشميون ملكا بعد ملك وليا بعد ولي. من هنا نشأ الأردن، من لاشيء..ولا إمكانيات. ولا قدرات إلا همة شعبه وثقافتهم وبعد نظر ملوكهم, وحنكتهم. بحجم بعض الورد تسير السفينة الأردنية في عباب عالم متلاطم متخبط، يقلقل ثباتها تحديات اقتصادية؛ تنتج معاناة اجتماعية مؤلمة، ولكنها ليست جديدة ولا عابرة ولا مفاجئة، وستصحح مسارها إصلاحات سياسية حقيقية، تتفرع لتمتد لكل أيد الإصلاحات الأخرى. السفينة الأردنية بكل مافيها من غث وسمين سفينتنا بيتنا ودارنا ومآلنا تحمل المصالح الوطنية المشتركة، وشرط التوافق الشعبي الأردني كضرورة عبور، والتكاتف الوطني كطوق نجاة!! نحن نمر بمرحلة حرجة وننثني لمنعطف خطر؛ والتحديات الداخلية تكبح قوة الاندفاع بطود السفينة للتطور والاستقرار، نعم!! وتقوض أبسط قواعد الاستمرار " الأمن الاجتماعي". معصم النهوض. والتحديات الخارجية تتحدى الصمود الأردني المعهود، تتربص بأي ثغرة ضعف أو استراحة جندي، واستكانة محارب لتدخل منها البيت الأردني الآمن وتدمر بنياته التحتية والفوقية وأولها الإنسان الأردني، والدخول اليه من باب التحريض أوالمساومة أو دغدغة النعرات الإقليمية التي تستهدف هدم البلاد ومقدراته والإنسان الأردني ومتعلقاته، وملامح تحضره ورقية وسمو ثقافته. بالتحريض المكثف على تكرار الشغب وما يرافقه من تخريب وقلق وخوف ورعب وترهيب للقلوب الآمنة، بحجة "طالب بحقك" وتغافل عن واجبك. الوطن في عنق زجاجة؛ يعبر بنا رحلة مفصلية تحدد ملامح وجه الأيام القادمة، وترسم خارطة الطريق للمرحلة القادمة؛ وكيفية سلوكات المواطن الأردني هي من تحدد تفاصيل وحيثيات تلك الخارطة، بقدر ما يملك من نهج واعي بمقدراته وممتلكات شعبه وإنجازات أبناءه، بقدر ما يرقى بخلقه وسلوكه وسمعة وطنه، وبقدر ما يعتبر ويتعظ مما دار ويدور حوله؛ سيخرج من أزمته وعنق تلك الزجاجة التي وضع مرغماً بها، ومن مطبات طبيعية ومختلقة تربك وتعيق المسارات الهادرة؛ وتكلف الدولة بل وهي الحقيقة تكلف الشعب فمقدرات الوطن هي انجازات الشعب وضرائبه ومدفوعاته!! فليس أن نزف الشباب رجالا وأطفالاً وندعوهم شهداء، لنطالب بحق يأتي بالحوار. وليس أن نغلق بيوتاً ونشرد عائلات ونهدم صوامع؛ لنحارب فساد نحن صنعناه، وليس أن نخسر ما أنجزناه من مقدرات وممتلكات؛ وحققه البلد من جيب كل فرد صغير وكبير، بسيط ومهم فقير وبرجوازي؛ لنعبر عن غضب أعمى فالغضب الجارف يُعمي المدارك وتتيه بفمك مصطلحات الإدراك، فلا تملك آنئذ أن تعبر عن جور ولاتشرح تفاصيل قضية؛ ولا تفهم إلا يدك وذراعك أداة تعبير. ونحن هنا لسنا في غابة نحن في وطن. وطن غالي وباهظ الفثمن؛ بنيناه بتعب وصبر وتحمل جمايل.

أيها لأردني في بيتك ومكتبك وشارعك وبسطتك..- دع لعقلك مساحة من المراجعة والحساب والتحسب!- اعط تحضرك حقه في التعبير عن تفهمك ولغة حوارك!- أفسح لرفيع ثقافتك مساحة من التعبير عن سعة أُفقك!

الشعب الأردني فردا فردا؛ معروف برفيع ثقافته وعالي تعلمه، فلنعبر عن هذه المعلومة بدلالاتها

حين يجعل ولي الأمر!! مصدر سلطاته ومقررها هو أنت بممثليك؛ فأحسن اختيار ممثليك وعداه العيب.