ماذا سيفعل 120 نائبا؟

ماذا سيفعل 120 نائبا؟

اننا نشاهد يوميا عشرات الالاف من المواطنين من مختلف الفئات والطوائف والمنابت وهم يخرجون للشوارع والساحات، يعبرون عن آرائهم بمواضيع مختلفة منها الانتخابات، ومنها رفع الاسعار ومنها المطالبة بالاصلاح ومحاسبة الفاسدين ورفع الظلم وغيرها من المطالب الشرعية والقانونية والتي هي من حق اي مواطن بغض النظر عن توجهاته.
يوميا نشاهد هذه المشاهد وهؤلاء الالاف هم عبارة عن نموذج مصغر للشعب، ويمثلون كافة الشعب، فليس شرطا ان يخرج 5ر6 مليون اردني للشارع حتى نعتبر انهم يمثلون الشعب، فاذا كانت هذه الالوف من المواطنين غير مقنعة للحكومة، ولم تكترث باصواتها ومطالبها، فماذا سيفعل 120 نائبا؟
اعتقد ان 120 نائبا الان وفي هذه المرحلة هو تحجيم وتقليص لحجم المشكلة وتقليص لمطالب الشعب، وربما من الاولويات الان وحتى قبل اجراء الانتخابات هو ان يلمس المواطن البدء بالاصلاح الفعلي، فلو رأينا الحكومة قد اوقفت عددا من الفاسدين، واستردت بعضا مما نهبوه من اموال الشعب واعلن ذلك بوسائل الاعلام وليس عينة منهم، ربما كان ذلك مقنعا للمواطنين للسير قدما وبخطى سريعة نحو تحقيق الانتخابات وانجاحها.
ربما اذا شاهد المواطن بعضا من مؤسساتنا المترهلة والمتردية خدماتها، المتخمة بالرشاوي والمحسوبيات، اذا شاهدنا اصلاحا واعادة هيكلة لهذه المؤسسات وليأخذ حملة المؤهلات العلمية والعملية اماكنهم الصحيحة ومواقعهم المناسبة استنادا لمؤهلاتهم وليس استنادا لانه ابن عشيرة كذا او ابن الوزير فلان، عندها سنقتنع ان خطوات جادة نحو الاصلاح يتم اتخاذها. ان مؤسساتنا ووزارتنا اصبحت معظمها مثل القطار البخاري مقارنة مع القطار السريع، فالاول يحتاج الى جهد كبير ووقت طويل لينجز مهام متواضعة جدا بينما الاخير بزمن وكلفة اقل ينجز مهام كبيرة, ولايمكن تحويل وتطوير القطار البخاري الى قطار كهربائي سريع وانما يجب استبداله بالكامل واعتقد ان هذا ما يجب ان يتم بانظمة معظم مؤسساتنا ودوائرنا، ولن يتم ذلك الا باقصاء الفاسدين والبدء بالاصلاح الجاد، وهذا يحتاج الى جهود من الجميع، ان تضع الحكومة يدها بيد الشعب وتحت مظلة القانون والبدء برحلة الالف ميل.

رائد شيكاخوا
كاتب ومحلل مالي