أمسية شعرية لمصطفى القرنة في «عمان الأهلية»
قَدّم الشاعر مصطفى القرنة رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين أمس الخميس أمسية شعرية في مدرج نزار قباني في جامعة عمان الأهلية، وكان قدّمه الدكتور حسني السعود. وشارك في التعقيب على الأمسية الإعلامي السعودي صالح الحجاج، الذي قال: إن شعر القرنة يلامس النفس الانسانية، ويزيدها ابتهاجا وإحساسا بما حولها، مضيفا "ولا شك أن هذا النوع من الشعر يستولي على مهج الشباب". وبدأ الشاعر الأمسية بقصيدة هكذا تمضي العصافير ليلتها، والتي جاء فيها هكذا تمضي العصافير ليلتها قبيل الرحيل.. تقوى على ما يستجد من أحزان. وأعلن الشاعر احتجاجه على الصمت، رادا إياه لبؤس الأمة وضعفها حين يقول: صمت يحل بنا فيطلقنا عرايا عاجزين عن البكاء.
وولج القرنة عالمه الشعري الخاص في قصيدة مساء خرافي، فالمدائن غيرت أسماءها والجرائد، غيرت آراءها والسفائن صارت تلامس قاع هذا البحر، ويستمر الشاعر في بوحه الحزين مستنطقا السحاب، وباعثا الروح في الأغاني بقوله:
يقول السحاب لا محل لك من الغياب، ويضيف القرنة: جميل هو قمري بكل الفصول كالعصافير لا يغيب.. يستعد للرحيل دائما.
وفي قصيدة قمري لم يأتِ بعد يواصل إلحاحه على الحياة بأن تنصفه ويقول: قمري ربما لم يأتِ بعد، والطريق إليكِ لا أراها تنتهي. وأضاف الشاعر منوها بغزة: لم تنتهِ اللعبة بعد بيننا، جولة أخرى تقول البعيدة خذوا كل ما تريدون، وسنأخذ أرواحكم.. أعود إليكِ مساء.. اسلّم ما تبقى من الذكريات.
وفي قصيدة لكِ ما تريدين يستمر الشاعر ببوحه بقوله: لكِ ما تريدين ولي ما أريد.. ولي لغتي ولي ما يقوله الشعراء حين تمردوا.
وخلص الى الوطن في قصيدة أنتِ قصيدتي: أنتِ قصيدتي لا شيء يشبهك على الإطلاق.. لا شيء يشبهني إذا ما مت.. يا موت قدمني لبعض الأصدقاء حتى إذا احتجناك تسرع قادما. ويرصد الشعراء بقوله: يتخلف الشعراء يعيدون المشاهد كلها، ولا يخفي إعجابه ببعض الشعراء الكبار عندما يصرح: يعجبني عمرو بن هند حين يحمل سيفه، ويعيد تشكيل القصيدة..هي دائما تلك القصائد تستثير الحرب فينا.