المسؤول وما ادراك ما المسؤول

منذ شهرين تقريباً رزق الله ولدي البكر مولوده الأول ، وكم كانت فرحتنا كبيرة في البيت بهذا الضيف الجديد ، وليس يهم هنا نوع المولود ذكراً كان أم أنثى ، المهم أن المولود بحمد الله كامل الخلقة ، وبصحة جيدة هو ووالدته ، ولست هنا لأعلن هذا الخبر ، لكنني أريد أن أتحدث ما دار بيني ، وبين ولدي البكر أكاد الذي أصبح أباً . 
جاءني أكاد وقال لي : الآن اكتملت معرفتي بمعنى الأبوة ،الآن اكتمل حبي ، واحترامي لك ، الآن يا والدي أشعر بالمسؤولية ، ولأول مرة في حياتي ، الآن بعد أن اختارني ولدي أباً له أصبحت أشعر بالمسؤولية ، إننا لا نعرف المسؤولية إلا حين نتسلمها ، وأعدك يا والدي ، كما أعد ابني أن أكون بقدر هذه المسؤولية ، لقد تعلمت منك الكثير من حمل المسؤولية، كما يتعلم أي ولد من أبيه ، كلنا مشروع آباء ، وكلنا علينا الاستعداد لهذا الموقف .
انتهي كلام ولدي ، وتذكرت كيف يختار المواطن رجلاً نائباً عنه ، ويضعه أمام مسؤولية جديدة في حياته ما كان له أن يتسلمها دون اختيار المواطن ، ولا يدرك ما عليه؟ لماذا لا يشعر بهذا الإحساس من الواجب ؟ ، لماذا يظن المسؤول الأردني ، والعربي أن ما وصل إليه هو أحد استحقاقاته فلا مسؤولية عليه ؟ متى يشعر أصحاب المناصب أنهم آباء لشعوبهم؟ ، وعليهم الرعاية، والحماية .
كم مسؤول حين يتسلم مهامه يقول ما يقوله أي شاب من شباب هذا الوطن حين يصبح أباً ؟ أنا متأكد أن كل شباب الوطن يقولون ما قاله أكاد ، فهل عند المسؤول ما يقوله؟؟!!!