الواجبات المدرسية ...عبء مادي ينتهي بسلة المهملات


نحن نقدر معنى تكليف الطلبة بالواجبات البيتية؛ ككتابة موضوع ما أو شرحه أو القيام بتجارب مفيدة تخدم الطالب بالدرجة الأولى وتحقق الأهداف التعليمية المرجوة من هذا الواجب البيتيّ ... لكن ما نتعجب منه ونستنكره هو تكليف الطلاب بواجبات مرهقة ماديا وغير مفيدة تعليميا ليرمى بهذه الواجبات بعد ذلك في سلة المهملات دون إطلاع أو مراجعة من معلم المادة الذي تجمعت أكوام التقارير واللوحات في غرفته كالتلال المُغْبَرّة تملأ المكان وتدوسها الأقدام إلى أن تحين المرحلة الأخيرة والتي تنتهي بمكب النفايات ...
ولي هنا مجموعة من الملاحظات في حال أردنا أن يستفيد الطالب من تلك الواجبات المُكَلّف بها, آملا أن تصل لقلب كل معلم ومعلمة في مدارسنا الحبيبة:
أولا: عند تكليف الطالب بكتابة موضوع ما فيجب التأكيد على كتابة الواجب بخط يده وليس طباعة بالحاسوب, هنا ولو لم يقرأ المعلم هذا الواجب (وهو الاحتمال الأكبر) بسبب ضيق الوقت وكثرة الواجبات فعلى أقل تقدير يكون الطالب قد استفاد فعليا من خلال جهده اليدوي في تحسين خطه ولغته, إضافة لاكتسابه بعض المعلومات الجديدة...
ثانيا: على الأغلب أن الواجبات المطبوعة لا يعرف عنها الطالب شيئا فمعظمهم يذهبون لمراكز متخصصة تقوم بكل شيء ولا يوجد للطالب من هذا الواجب سوى اسمه المكتوب فقط وما يشجع الطالب على فعل ذلك باطمئنان هو عدم قراءة المعلم للواجب أو مناقشته فيه.
ثالثا: نعلم حرص الأردنيين على تعليم أولادهم وتلبية احتياجاتهم ولو على حساب طعامهم وشرابهم, ولا أظن أن المعلمين يغفلون تلك الحقيقة كما أنهم لا يغفلون عن أوضاعهم المادية الصعبة, فأي تقرير أو واجب يحضره الطالب من المركز المتخصص أو المكتبة يكفي ثمنه لوجبة غداء لأسرة مكونة من سبعة أفراد... والأكثر إيلاما في ذلك عندما تكون نهايته حاوية النفايات, فلا قرأه المعلم ولا كتبه الطالب أو استفاد منه ..لكنّ الخاسر الوحيد من دون شك هو ولي الأمر الذي أرهقته الحياة ومتطلباتها...
رابعا: قد لا تكون تلك الملاحظة تتعلق بكل المعلمين ولكنها مع الأسف موجودة وحدثت فعلا في إحدى مدارس الزرقاء الحكومية حيث طلبت إحدى معلمات الحاسوب من الطالبات إحضار لوحات مفاتيح للحواسيب (كيبورد) ومن النوعية الجيدة من أجل الحصول على علامة الشهر الثالث .. وأي فائدة علمية مرجوّة من ذلك..؟ وهل تلك الطلبات منطقية وعقلانية ...؟؟
وأخيرا إذا كانت الغاية الأساسية من تلك الواجبات والطلبات المتكررة هو الفائدة العلمية فعلى المعلمين أن يجتهدوا أكثر؛ إما في مناقشة الطلبة بتلك الواجبات بهدف التأكد من تحقيقها الفائدة المرجوّة, أو البحث عن بدائل أخرى مفيدة تراعي أوضاع أولياء أمور الطلبة من جهة وتحقق الأهداف التربوية من جهة أخرى... وإن لم تفعلوا فأنتم حينها تساهمون في استنزاف جيب المواطن المنهك تماما كما تفعل الحكومات بالمواطنين .
rawwad2010@yahoo.com