وزراء سابقون ومسؤولون وأثرياء ينافسون الفقراء في شراء الحطب من الزراعة

يشهد هذا الشتاء إقبالا متزايداً من وزراء سابقين ومسؤولين واثرياء على شراء الحطب بغرض استخدامه للتدفئة، في مناسبة كما يبدو للفقراء الذين اعتادوا على هذا النوع من الوقود؛ هرباً من ارتفاع اسعار المحروقات.
وبينما يهرول كبار القوم للاستفادة من فرق أسعار الحطب الذي يستخدمونه في "الفاير بليسز" بقصورهم وفللهم، عبر تقديم طلبات الشراء الى مديريات الزراعة، يسعي الفقراء الى الاستدفاء بمدافئ الحطب التي انتشرت موخراً ، بعد ان ان باتت اسعار المحروقات التقليدية ليست في متناول ايديهم.
وقال مساعد أمين عام وزارة الزراعة للحراج والمراعي عيسي عودة  الشوبكي :إن أعداد المتقدمين بطلبات للحصول على الحطب بانواعه في مختلف مديريات الزراعة، بلغ  نحو 1500 طلب، وهي المرة الاولى التي تصل فيها اعدادهم الى هذا الرقم المرتفع، معللا الاقبال بانه يجيء هرباً من استحقاقات ارتفاع أسعار المحروقات، وتحديداً "الكاز والغاز".
وقدرت الكميات التي وزعتها مديريات في الفترات السابقة بحوالي 100 طن.
وأضاف الشوبكي أن تقديم خدمة شراء الحطب تتم وفق أسس محددة، وحسب الدور والنظام، ووفق الأسعار المعتادة، للتخفيف عن المواطنين الذين يطلبونها في فصل الشتاء.
وأضاف الشوبكي أنَّ زيادة الإقبال على استخدام الحطب في التدفئة يعودُ لانخفاض كلفته، اذ لا يتجاوز سعر الطن الواحد 50 دينارا، وتلك الكمية تغطي حاجة الأسرة لمدة شهر كامل.
 وأوضَحَ مساعد الامين العام للحراج  أنَّ عدد المتقدمين للشراء "كبير جدا من مختلف فئات المجتمع، مقارنة بالكميات المتوافرة في مديريات الزراعة"، خاصة وقد تجاوز ثمن طن حطب البلوط في الاسواق المحلية الـ (150) دينارا، فيما يبلغ سعر طن حطب الزيتون(80) دينارا، وحطب الكينا (100).
وذكر ان مديريات الزراعة تمنح المواطنين الذين يملكون قطع أراض فيها أشجار حرجية، رخص استثمار لغاية تقليم أو إزالة الأشجار الحرجية.
إلى ذلك كشف طوافون في مديرية الحراج
بروز ظاهرة التحطيب الجائر التي يقدم عليها مواطنون فقراء في العديد من مناطق المملكة.
واشتكى احد الطوافين من ازدياد ظاهرة التحطيب، كون كثير من المواطنين يلجؤون الى استبدال مدافئ الكاز بـ "مدافئ الحطب"، باعتبارها البديل الأوفر بعد ارتفاع أسعار الوقود.
 وهذا الإجراء يشكل خطرا على الغطاء النباتي المتوافر في الاردن.
يذكر ان الاقبال على الحطب ادى، وفق إحصاءات وزارة الزراعة، الى احتراق (1064) دونما نتيجة( 33) حريقا، وناهز عدد الأشجار المحروقة(3995) شجرة، وسرقة ( 1904 ) شجرة اخرى.
واحتلت محافظة جرش المرتبة الأولى في اندلاع الحرائق بنسبة بلغت 19 بالمئة، تليها محافظة إربد 11 بالمئة، وعجلون(8)، واتت الحرائق في اربد على(451) دونماً، كما أتت على(622) دونما اخرى، بينما كانت الحرائق في عجلون اشد كثافة اذ أتت على(1069) دونما قبل سنوات.
وتشير إحصائيات رسمية الى إن أكثر من ( 250) حالة اعتداء على الغابات والثروة الحرجية، سجلت خلال العام الماضي، وبلغ عدد الأشجار المعتدى عليها أكثر من (3500) شجرة، فيما يزيد عدد القضايا المقدمة للمحاكم والحكام الإداريين(162)قضية، منها( 109) قضايا متعلقة بقطع الأشجار.
وجرت إحالة (400 ) مواطن إلى المحاكم المختصة بتهم الاعتداء على الأراضي الحرجية، سواء بوضع اليد أو قطع الأشجار أو اعتداءات أخرى.
وتبلغ مساحة الأراضي المسجلة حراجاً (1.500) مليون دونم، منها (400) ألف دونم غابات طبيعية، و(530) ألف دونم غابات صناعية.