1700 مليار دولار حجم الودائع في البنوك الخليجية !

نوفل أبو سبيتان

كنت جالسا أنا وسبعيني ,نستمع لحديث رئيس الوزراء عبدالله النسور وهو يقول :إن السعودية ستضع في البنك المركزي الأردني وديعة مقدارها ربع مليار إضافة إلى الوديعة التي وضعتها الكويت الشقيقة في وقت سابق بنفس المبلغ , فتبسم الرجل السبعيني وقال : إن الأمور المعيشية في الأردن ( رح تتحسن ) وتبسم أكثر عندما سمع أن دولة العراق منحت الأردن 100 ألف برميل من النفط في ظنه أن الكمية ستكفي الأردن 6 شهور ,ولكنه فوجئ عندما قلت له :إن الكمية تكفي الأردن يوما واحدا فقط ,فتحولت الابتسامة إلى استغراب 0

نعم ,إن حجم المساعدات الخليجية للأردن لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل ارتفاع المديونية التي وصلت إلى 22 مليار دولار وعجز الموازنة الأردنية الذي تجاوز 4 مليارات دولار ,في وقت بلغت حجم الودائع المكدسة في البنوك الخليجية دون تحريك 1700 مليار دولار بحيث أصبحت البنوك الخليجية ترفض استقبال ودائع جديدة ,لعدم قدرتها على تشغيل تلك الأموال واستثمارها، وبالتالي لا تستطيع منح أصحاب الودائع أية فوائد0

إن الودائع الخليجية المشروطة وعشرات الملايين التي منحت للأردن لم تحلَ مشكلته الاقتصادية ولو بشيء بسيط في بلد ما زال مسلسل اعتصام موظفي مؤسساته مستمرا مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية ,إضافة إلى مشكلة الغاز والطاقة والأحداث التي تعيشها المنطقة

وإذا ما أراد الأشقاء الخليجيون الوقوف إلى جانب إخوتهم الأردنيين والعمل على إنهاء مشكلة الأردن الاقتصادية بشكل حقيقي فيجب عليهم العمل على تزويد الأردن بالنفط مجانا أو بنصف السعر حتى تنخفض أسعار المشتقات النفطية في الأردن والذي يؤدي لتخفيض كلف إنتاج السلع والخدمات والمواصلات0

إن الأردن يستهلك من النفط يوميا حوالي 100 ألف برميل وهذا ليس كثيرا على بلد مثل العربية السعودية التي تنتج وحدها من النفط حوالي 10 ملايين برميل يوميا

لقد سمعنا العديد من التصريحات التي نقول :إن أمن الأردن مهم للمنطقة وأخرى تقول يجب دعم الأردن وأحرى إننا لن نترك الأردن وغيرها ,والحال يقول نسمع جعجعة ولا نرى طحنا .

والسؤال المطروح لماذا ترك الأردن في هذا الحال ولمصلحة من ؟!!!!!