الديك،وما ادراك مالديك


من الأدب الياباني قصة قصيرة أعجبتني، وأحببت أن ألخصها أمام القارئ العربي ، تقول القصة: إن صراع الديوك في اليابان استهوى الحاكم فطلب من وزيره أن يشتري له ديكاً قوياً يقهر كل ديوك اليابان ، فاشترى الوزير ديكاً ووضعه عند أحد المدربين ليدربه على فنون القتال ، وكان كل يوم يسأله عن حال الديك ، فيجيبه المدرب أنه لم يكتمل تدريبه ، وفي يوم من الأيام سأل الوزير المدرب أين وصل تدريبك للديك فقال المدرب: إنه غير جاهز يا سيدي ، لقد وصل به الأمر أنه لا يُطيق مرور أي ديك أمامه ، بل ويحاول أن يقتله ،إنه قادر على أن يقتل كل من أمامه دون تمييز قال الوزير : هذا ما نريده ، ضحك المدرب وقال: لا يا سيدي ، إنه غير جاهز ، وبعد أسبوع جاء المدرب وقدم الديك للوزير ، وقال: الآن الديك جاهز لأي مواجهة ، فسأله الوزير ، وكيف عرفت ذلك ، قال المدرب لقد أصبح هادئاً جداً ، ناعماً جداً ، لطيفاً جداً ، لكنه عندما يغضب للحق فهو شرس جداً، وقوي جداً ، ولن يغلبه أحد .
قرأت هذه القصة وتذكرت الحوارات التي تنقلها الفضائيات لنا هذه الأيام ، وكيف يكون صراخنا عالياً دون فائدة، وكم نحن دمويون دون رحمة، ولم نتعلم بعد كيف نكون هادئين، وناعمين، ولطفين ، وكيف نكون أقوياء أمام الحق ، وقلت بنفسي كم نحتاج إلى التدريب
صرخة علها تصل :
أشداء على الكفار رُحماء بينهم