دولة الرئيس ام سعيد تقراك السلام

 زياد البطاينه

 

انكرت ام سعيد هذا العنوان وقالت لا لن اشكو الا لله رب الرئيس ورب البشرورب الانس والجان والطير والشجر والثمر ورب طواف الحراج

طالما اشتكت وتظلمت ام سعيد لا لدوله الرئيس ولا لوزير الزراعه او الداخليه بل لرب الارباب وحامي العباد عندما رفعت يديها كثيرا امام طواف الحراج الذي هددها بقطع يديها تقول(( تقطع ايدي الله وحدة من يقطع ويوصل ويرزق (ويخلق ) تركها الطواف فهي ام سعيد الست العجوز ومن لايعرفها

العجوزبالثمانين من عمرها ولدها غاب من سنوات ليرحل زوجهابعده وتبقى وحيدة في هذا الكوخ الذي تزوره الاطفال يوميا تلعب حوله وتتلصص الصبايا من شقوقه على العجوز التي تنتظر اما ان تسافرالى الرحله المنتظرة او ان يعود لها ولدها فيرد لها جزء من جميل ويحفظ لها كرامتها وهيبتها

ام سعيد قضت صيفاً لتخفف عنها قسوة البرد شتاءً.

تتماثل أم سعيد مع النملة العاملة التي لا تهدأ طيلة الصيف. تجول عند بزوغ الفجر في حقول بلدتها وأحراجها. تجمع ما تيسر من أغصان وأخشاب مرمية. عدّتها ساعداها القويان ولفة ثياب عتيقة، تضعها فوق رأسها لتحميه من ثقل كومة الحطب خلال رحلتها اليومية المستمرة منذ أكثر من عشرة أعوام. تتكبّد أم سعيد هذا العناء كلّه، لتؤمن كفايتها من حطب التدفئة،تضاعف جهدها في ظل ارتفاع سعرالكاز والغاز والسولاروالجفت والحطب.


المشهد ليس بغريب هذه الايام فالجميع يجمع الحطب والخشب والاحذية القديمه والكرتون ليدس بها باتون النار ليتدفا وعياله


فحالة أم سعيد تنطبق على نسبة كبيرة من سكان الوطن الذين اصبحوا يجهدون مع بداية الخريفوسماع قرارات الحكومة المتسارعه والمتلاحقة لتأمين حطب الشتاء، كلّ على طريقته ووفق إمكاناته. فالبعض يجمع الحطب المتوافر من تشحيل كروم الزيتون، والبعض الآخر يقصد الأحراج في ساعات الفجر الأولى فيغنم بالتراكم أطناناً من حطب الملول والسنديان، وآخرون يقطعون أشجار الصنوبر والزيتون من بساتينهم،والتي كانوا يحرمونها على انفسهم ويقدسونها أو من أحراج أميرية تحت ذريعة تشحيلها. وبين الأهالي من يعتمدون على الحطب المصنّع من جفت الزيتون، أو يشترون الحطب الطبيعي أوالكاز ، علماً بأنّ زيت محركات السيارات أصبح مادة للتدفئة يستخدم في مدافئ خاصة باتت تستعمل بكثرة في ورش البناء والمعامل الصناعية.

«ليت الطقس لم يتبدل، ويستمر الصيف بلهيبه، لنتجنب همّ شراء وقود التدفئة الذي بات مشكلة المشاكل»، هذا ما يقوله الكثير منا ، العاجز عن تأمين مونة التدفئة من كاز وغاز أو حطب في ظل ارتفاع اسعارهما.: «حقاً، قوت الشتاء مشكلة ضاغطة وإلزامية، لا يمكننا تأجيلها أبداً. يمكننا تأجيل شراء وصفة دواء لطفلنا، لكن من المستحيل البقاء من دون الكاز في الشتاء لساعة واحدة».

ففي فترات الصقيع، الحاجة إلى االكاز تتسوى بالحاجة الى الخبز والمياه، وتسأل: لمصلحة من رفع الدعم عن الكاز


لمصلحة من ترتفع «نسبة الإقبال على شراء صوبيات الحطب ارتفعت نحو 60 في المئة عن نسبة الاقبال على صوبيات الغاز والكاز ويعود السبب برأيه إلى رفع الدعم ورفع الدعم عنهما ، في وقت يبقى تأمين الحطب في القرىوالبوادي والارياف أقلّ كلفة».

ويلفت أصحاب معاصر الزيتون إلى «إقبال غير مسبوق على جفت الزيتون. فهذه المادة باتت مطلوبة أكثر من الزيت، وبلغ سعر الكيس سعة عشرة كيلوغرامات منها المئات بينما لم يكن احدا يبالي باكوامه ويحتار صاحيبه اين يرمي به وهاهي تجارة الحطب تنتشر وينشط سارقي الشجر الرمز إذ يعمل تجار الحطب على جمع الحطب خلال الصيف لبيعها على أبواب الخريف،.

صحيح أن سعر الحطب يدنو من سعر الكاز لكنّنا نؤمّن الحطب من بساتيننا، وإذا


وكانت وزارة الزراعة تداركت، ولو متأخرة، الهجمة على الأحراج، وعملت على ايقاف هذه الظاهرة، وأبلغت الأهالي عبر المسؤولين المحليين قرارها منع قطع الأشجار حتى الخاصة منها ، وقد لقي هذا القرار تأييداً من بلديات عدّة كانت تشكو من عدم قدرتها على منع الناس من القطع العشوائي للثروة الحرجية. أمّا اليوم فالكل عجز عن ايقاف هجمه الحطابين ومناشيرهم الكل يشهد انات الشجر ودموعها الكل يدعو ولا يدعي الكل يقول الى متى وهل سيبقى مايقينا حرارة الشمس

ام ان ام سعيد ستقضي بردا وهي ليست نادمه لانها ستتجمد كامله وذراعيها معها لم يقطعا ولم يطالهما الطواف بينما والبعض يقول طفوا التدفئة البيت نار


pressziad@yahoo.com