( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) صدق الله العظيم

( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( صدق الله العظيم

....


في إحدى الجلسات التي ضمت بعض الأخوة المحترمين وكان الحديث يدور عن الجماعة في الأردن ، تطرق احدهم بالقول أن الجماعة قد جيء على ذكرهم بالقرآن الكريم وقدم الآية القرآنية بعد بسم الله ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ) صدق الله العظيم .

لم يكن حال الازدراء للمواطن الأردني أن يصل الى هذه المرحلة من التفكير بكون هذه الآية الكريمة قد نزلت بالجماعة ( خصوصاً وأن القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان ) ، لولا حالة التراجع والانهزام الفكري والعقائدي لمفاهيم الجماعة بالأردن ، والتي أوصلتها الى مرحلة متدنية جداً من القبول شعبياً بما تقدمه من أطروحات وشعارات ومعيقات لمسيرة البناء والإصلاح في الأردن ، والتي لا زالت تتخبط بها دون أدنى مشاركه فاعله في الإصلاح وهم يدركون أن الإصلاح يبدأ من مجالس النواب والشعب وليس احتكار الشارع لإثارة البلبلة وإطلاق العبارات الهوجاء التي لا تعبر عن واقع وحقيقة الشعب الأردني في علاقته مع النظام الملكي والمبنية على أسس راسخة وصلبه لا يمكن للجماعة أو غيرهم من مثيري الفتنة الانتقاص منها أو التشكيك بها أطلاقا .

سنتان من المسيرات المعيقة لعملية الإصلاح ومكافحة الفساد ، أثقلت كاهل الوطن والمواطن وزادت من أعباءه المالية نتيجة الأنفاق المالي وما تكبده هذه الأعتصامات والمسيرات من أعباء ماليه ضخمه ، إضافة الى خروج وتوقف الكثير من الاستثمارات المالية الأجنبية والعربية ، ناهيك عن توقف شبه كلي للسياحة في الأردن وتعطيل حركة أسواق المال والعقار والضمور الكبير في التجارة بالعرض والطلب ، نتيجة لحالة عدم الاستقرار المحلي وسببه الرئيسي حالة التعطش والتلهف غير المفهوم للجماعة في محاولة سلب السلطة والقرار من الشعب والنظام ، وفي محاولة تكرار أفعال محمد مرسي مبارك على الأرض الأردنية والتي تكاد توصل الشقيقة العزيزة مصر الى ما لا يحمد عقباه .

بداعي الإصلاح ومكافحة الفساد ، لا زالت الجماعة تدخل الأردن وعلى كافة المستويات والأصعدة في حالة الخمود والركود خصوصاً الاقتصادي ، مما يفوت الكثير الكثير من المنافع المالية للوطن والمواطن على حد سواء ، ولو قدر لنا ان نحسب ما تطالب به الجماعة من مكافحة للفساد مع ما يتعرض له يومياً اقتصاد الوطن كنتيجة حتمية للتصرفات والقرارات والتصريحات الهوجاء التي تقوم بها الجماعة ورفاقهم بالحراك الأعمى ( وليس من ضمنهم الجبهة الوطنية للإصلاح ) لتبين لنا حقيقة الآية القرآنية بحقهم بعد بسم الله (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( صدق الله العظيم .

في مقال سابق عن الجماعة دعونا جناح الاعتدال والاتزان فيهم الى أعادة هيكلة واقع الجماعة في الأردن وإعادة بلورة النهج والفكر الذي تقوم عليه سياسيات الجماعة في رسالتها ورؤيتها للإصلاح ومكافحة الفساد ، من خلال إقصاء عناصر التطرف والتشدد الأعمى في قيادات الجماعة ابتداءاً والتي أوصلت الجماعة في الأردن الى مرحلة السخط الشعبي في وقت كانوا فيه سابقاً محل ثقة واحترام الأردنيين ، ومن ثم أعادة ترميم ما تسببت به من أضرار جسيمه تلك القيادات ومن ثم المشاركة الفاعلة في عملية الإصلاح والبناء ومكافحة الفساد بما يدخل الوطن في حالة من الانفراج السياسي والاقتصادي ، وليس الاستمرار في نهج التشدد والتطرف الأعمى الذي لن يجر الوطن إلا الى مزيد من الخسائر سياسياً واقتصادياً بما يفوق ما تضرر به الوطن من الفساد وبما يجعل من الآية القرآنية الكريمة منطبقة تمام الانطباق على واقع الجماعة حالياً .