عن الضرب

أخبار البلد


"سارة" كثيرة حركة ، وأحيانا عندما يزداد الدلع ، يزداد ميلها للتخريب ، يقولون بأني " بدلعها زيادة " ، وكيف لا ... وهي قطعة من الجسد وقطعة من ... لا بل هي الروح كلها .


على كثر تخريبها ، وكثر حركتها ، ودلعها الزايد ، أضطر أحيانا لأن أفقد السيطرة على نفسي ، فأطلق عنان عصبيتي عليها ، لكني أعود مباشرة لأحضنها وأقبلها وأطبطب عليها ، في محاولة مني للأعتذار منها عما بدر مني من عصبية مجحفة في حقها ، وفي محاولة مني للتأكد بأنها سامحتني من "قلب ورب" أسمح لها بالتخريب والتمادي أكثر " كله ولا تزعلي يا روح بابا ".


كلما أزعجت وكلما خربت وكلما أفسدت علي كتاباتي وقراءاتي وسكوني ، توعدتها إما بالضرب وإما بتكسير رأسها وإما بذبحها وإما بارسالها " عند أبو رجل مسلوخة" ، وإما " أوديها عند العووو " .


وكالعادة أيضا ... لا هي ترتدع ولا حتى وعودي تتحقق أو تنفذ لا بل تنتسى وتمحى مع أول نظرة منها إلي ، فأحزن عليها وأسارع إلى حضنها من جديد وتقبيلها من جديد ، والطبطبة عليها من جديد أيضا ، والسماح لها باستكمال عملية أزعاجي وتمزيق أوراقي " المهم ترضي يا بابا" .


أنا لا أختلف كثيرا عن الحكومات ... وسارة أيضا لا تختلف كثيرا عن الفساد والفاسدين ، ما يميزها عنهم ... هو البراءة ... البراءة لا أكثر .


فكلما جاءت حكومة جديدة ... توعدت وأقسمت وعصبت وصرخت بأعلى صوتها بأنها ستضرب الفساد أينما وجد بيد من حديد ... وتلعن "سنسفيل" أهله ، وتحط شطه في أفواه الفاسدين" ، " وتقرص ملعونين الحرسي " ، "وتجرجرهم من شعرهم"


ولكنها مثلي تعجز عن تنفيذ تهديداتها ووعيدها ... لا لشيء إنما لأن قلوبنا "رهيفة" .


يقولون لي بأن "دلالي لسارة رح يخربها" وان تعديل السلوك يحتاج إلى شدة وجدية وصرامة وقوة قلب ولا يتطلب رخاوة وضعف وعاطفة ... فأتذرع بالقول "بكرة بتكبر وبتعقل" .


مع اني أعلم كل العلم ... بأن الفساد كل يوم بكبر لكنه لن يعقل أبدا .



Khaldon00f@yahoo.com