القبض على الذي عكّر مزاجنا العام !

الدكتور : رشيد عباس

طرح احد الأشخاص في إحدى الجلسات الدافئة , وكان من الذين شكوا من تعكّر مزاجهم العام , طرح التساؤلات الآتية : من الذي جعل كل شئ في هذا الزمن العربي عاريا ؟ من الذي جعل السنة الهجرية في هذا الزمن العربي فصلا واحدا اسمه فصل الربيع العربي ؟ من الذي جعل النحل العربي في هذا الزمن العربي لا يجمع عسلا ؟ من الذي جعل المرأة العربية في هذا الزمن العربي لا تحمل بطلا ؟ من الذي أسر نقاط الحروف العربية في هذا الزمن العربي حتى أصبحت حروفا صينية ؟

بصراحة كنت من الذين رفعوا أكفهم للإجابة على مثل هذه التساؤلات , حيث قلت : أن الإجابة موجودة (في) المنزل , في العمل , في السوق , في الشارع , في السيارة , في كل الأماكن , حتى في أحلامنا , وأن الإجابة موجودة (عند) الصغار والكبار , عند الطويل والقصير , عند الذكور والإناث , عند الفقراء والمحتاجين , عند البيض والسود , نعم الإجابة موجودة عند معظم أفراد المجتمع .

الجواب بكل صراحة (المزاج العام) , ولكن من الذي عكّر (المزاج العام) لنا في هذا الزمن ؟ هل هو الفقر ؟ أم هل هو الظلم ؟ أم الاثنان معا ؟ الغريب في هذا الزمن العربي العاري , أن المزاج العام للمجتمع العربي قد تعكّر بسبب اجتماع الفقر والظلم معا , وهنا الطامة الكبرى , وأن الحقيقة التي لا تقبل الشك , أن قصر أفق سياسات الحكومات المتتابعة وأنانيتها الموروثة , وتجاهلها لحاجات المجتمع , أدى إلى الإخفاق في معالجة هاتين الظاهرتين , ظاهرة الفقر , وظاهرة الظلم , الأمر الذي أدى ويؤدي إلى بروز الطبقات في المجتمع , والى اتساع دائرة العنف في المجتمع , وبالتالي تعكّر (المزاج العام) للمجتمع .

إن إلقاء القبض على هذه الظواهر التي عكّرت وتعكّر(المزاج العام) لنا , سيسّهل من تنقية أجواء(المزاج العام) لنا , وإعادة الأمور إلي حالة التوازن الطبيعي للمجتمع , من خلال إغلاق أبواب الفقر , ورفع ستائر الظلم .