الأمير فراس: الأزمة المالية تهدد بانهيار السلطة الفلسطينية

 أكد الأمير فراس بن رعد ممثل اللجنة الرباعية في القدس الشرقية، أن من أبرز المخاطر التي تهدد عملية السلام، تعميق الانقسام الفلسطيني، ومحاذير انهيار السلطة بسبب الأزمة المالية، والوصول إلى حالة إلغاء الاتفاقيات المتعلقة بعملية السلام، فضلا عن تسريع الاستيطان، والانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من بعض أجزاء الضفة الغربية بدون تنسيق، لخلق الفوضى.
واستعرض سموه، في محاضرة ألقاها أمس في الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة وأدارها وزير التربية والتعليم الأسبق د.إبراهيم بدران، أبرز التحديات التي تواجه عمل اللجنة، والمتمثلة بتداعيات رفع تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة، والانتخابات الإسرائيلية مطلع العام 2013 واحتمالات سيطرة اليمين على شؤون الحكم.
وأضاف سموه أن من أبرز التحديات أيضا، استمرار الانقسام الفلسطيني، وتبعات الربيع العربي، فضلا عن الأولويات الأميركية الأخرى في المنطقة والعالم، واحتمالات المعركة القادمة بين إسرائيل وإيران. 
وعبر عن قناعته أن الوضع الأمثل لمسار القضية الفلسطينية هو "إعادة استئناف المفاوضات المباشرة بناء على مرجعية واضحة، ومواصلة الجهود الاقتصادية والأمنية ودعم السلطة الفلسطينية".
وفي بداية حديثه، قدم سموه لمحة عامة عن عمل اللجنة منذ تأسيسها في مدينة مدريد العام 2002، واستعرض محطات مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، متحدثا عن الإطار التاريخي منذ حرب 1967 واحتلال الضفة الغربية، ثم عرج على قمة الخرطوم 1967 واللاءات الثلاث التي تبناها العرب.
واستعرض أهم محطات الصراع العربي الإسرائيلي منذ تداعيات حرب 1973 وقمة الرباط 1974، ثم توقيع مصر على اتفاقية كامب ديفيد في 1979، وصولا إلى قرار فك الارتباط في 1988 وما تبعه من إعلان دولة فلسطين في 1988 ثم مؤتمر مدريد في 1991.
وقال سموه إن تشكيل اللجنة الرباعية جاء بسبب تعثر المفاوضات بعد اتفاقية أوسلو التي وقعت العام 1992.
وأضاف إن خارطة الطريق العام 2002 هي المبادرة الأولى للجنة، والتي أطلقت في قمة العقبة في حزيران 2003، ثم تحدث عن عمل اللجنة بين الأعوام 1994-2007 وما تخلله من وفاة الرئيس ياسر عرفات في 2004، والانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من غزة العام 2005 ثم فوز حماس في الانتخابات التشريعية وسيطرتها عسكريا على القطاع في 2007، وتعيين د.سلام فياض رئيسا لوزراء السلطة الفلسطينية، فضلا عن عقد مؤتمر أنابولس في الولايات المتحدة، الذي اجتمعت فيه جميع الأطراف على أساس حل الدولتين.
وقال إن خطة فياض الثلاثية جاءت لبناء الدولة وتعيين توني بلير ممثلا عن اللجنة، وتكليفه بالملف الاقتصادي، وتعيين اللواء ديتون منسقا أمنيا لعملية السلام ومن ثم بدء المباحثات بين الرئيس الفلسطيني أبو مازن والرئيس الإسرائيلي أولمرت.   
واستعرض سمو الأمير مرحلة ما بعد أنابولس ومجيء إدارة الرئيس الأميركي أوباما، مشيرا إلى أنه تحقق تقدم واضح في المسارين الاقتصادي والأمني في الضفة الغربية، وتحقيق معدلات عالية من النمو الاقتصادي تراوحت ما بين 8 %- 10 %.
وعرض نبذة عن أجندة ممثل اللجنة الرباعية في القدس الشرقية، مبينا أن لها ثمانية مرتكزات اقتصادية هي: تنمية القطاع الخاص، وتشجيع التجارة، وحرية التنقل، وتنمية البنية التحتية، واستراتيجية خاصة لقطاع غزة، إضافة إلى القدس الشرقية، ومنطقة ج، وتطوير القطاع القضائي، ودعم السلطة الفلسطينية ماليا. وكشف سموه عن بعض الإنجازات في المسار الاقتصادي، مبينا أن عنوان عمل اللجنة في المرحلة القادمة تثبيت الهوية الفلسطينية في القدس.
وحول ما يثار عن "موت" اللجنة الرباعية، أكد سموه أن أحد الباحثين العرب وهو أحمد الجندي تقدم بورقة لمؤسسة بروكجنز في واشنطن، مشيرا إلى ثلاث قضايا رئيسية كتحديات تواجه اللجنة، من ضمنها أن اللجنة عبارة عن مجموعة اتصال غير رسمية وليست لها مرجعية واضحة، وفيها اختلالات في التوازن وغياب التناغم والإجماع بين الأطراف، معبرا عن قناعته بأن اللجنة ستستمر، ولو تم إلغاؤها ستكون هناك آلية شبيهة.
واستمع سموه إلى أسئلة الحضور وملاحظاتهم، موضحا أن الإدارات الأميركية القادمة ستكون أكثر صداقة للموقف الفلسطيني، وأن الدولة الأميركية ستحاول أن تضغط على إسرائيل لمواصلة المفاوضات في حال لم تنهر السلطة بسبب نقص التزويد المالي، مضيفا: "نفذنا خطة خاصة لدعم المقدسيين، ونحتاج لاستراتيجيات عربية لإنقاذ القدس الشرقية".
بدوره، أكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة المهندس سمير الحباشنة أن "الحقائق التاريخية تشير إلى أن الخلل التاريخي المتمثل في احتلال أرض الغير لا يستمر، فالصليبيون مكثوا في بلادنا مائتي عام، وتاريخيا اليهود لم تقبلهم هذه البلاد، كما هو الحال الآن، وهم أمام لحظة تاريخية يجب أن يستغلوها ويختطفوها"، معبرا عن قناعته عن الحاجة إلى لجنة رباعية عربية لإصلاح الخلاف الفلسطيني –الفلسطيني.