السعوديون في عمان بعد غياب لافت
في عمان وفد سعودي منذ ايام،يقوم بالتباحث حول اتفاقيات الدعم المالي الذي سيصل الاردن لتمويل مشاريع تنموية،وتوقيع الاتفاقيات سيجري قريبا حيث من المتوقع وصول مسؤول سعودي رفيع المستوى لاحقا لتوقيع هذه الاتفاقيات .
اتفاقيات اخرى سيتم توقيعها قبيل نهاية العام الجاري،ايضا،والمبلغ ستتم الاستفادة منه تدريجيا حتى العام 2016،وليس مرة واحدة،وهذا المبلغ كبير،وسيبدأ الانفاق منه الشهر المقبل.
العلاقة الاردنية السعودية شهدت جفوة خلال الفترة الماضية،والجفوة لم يستطع احد فك اسرارها،بل ادت الى حيرة على اكثر من مستوى في عمان،مع تناقض المعلومات حول سر الجفوة ومغزاها ايضا.
الاردن بقي بانتظار وعد بدعم مالي آخر نقدي للخزينة يصل الى مليار دولار وعلى دفعتين،تم التعهد بدفعهما تارة في شباط واذار،وتارة في تموز واب،وتارة قبيل عيد رمضان،الا ان هذه الوعود لم تنفذ،وتبدد الالحاح الاردني امام حرج الموقف.
الاتفاقيات التي يتم التباحث بشأنها حاليا في عمان من جانب الوفد السعودي وهو وفد فني يمثل صندوق التنمية السعودية،تأتي في سياق تعهدات دول مجلس التعاون الخليجي بدعم الاردن بمليار دولار سنويا،وهو مبلغ تتقاسمه اربع عواصم هي الكويت التي دفعت فعليا،وابوظبي والدوحة والرياض.
رئيس صندوق التنمية السعودي سيصل عمان في وقت لاحق كما هو منتظر لتوقيع الاتفاقات التي يبحثها فريقه في عمان.
هذه المنحة السعودية تأتي للمشاريع التنموية المستمرة والقائمة وبأثر رجعي لتلك التي لها مطالبات منذ مطلع العام،وبعضها لمشاريع جديدة،وهناك آلية للتنفيذ والتنسيق سيتم وضعها بين الطرفين السعودي والاردني.
العلاقة بين عمان والرياض في مرحلة اذابة الجليد هذه الايام،وعمان الرسمية ابرقت بالتهنئة بسلامة الملك السعودي بعد عمليته،والملك اجرى اتصالا هاتفيا لافتا للانتباه مع الامير سلمان ولي العهد السعودي،قبيل ايام.
مراقبون توقفوا ايضا عند مقال الاستاذ طارق الحميد رئيس تحرير جريدة الشرق الاوسط السعودية المقربة اساسا من الامير سلمان،ومن مركز القرار في الرياض،والتي طالب فيها بدعم الاردن ماليا،وعدم تركه وحيدا،فالكاتب سعودي والصحيفة سعودية والمقال يقول الكثير،خصوصا ان رسالته تشمل السعوديين كذلك،فإلى من وجه رسالته فعليا داخل البيت السعودي،والجواب يكشف الكثير؟!.
تبقى المنحة النقدية المقدرة بمليار دولار والتي لم يتحدث حولها السعوديون مجددا برغم انها مفيدة للتخفيف من عجز الموازنة،لانها غير مشروطة في مصارفها،فهي تبقى وعدا،وفي ذات الوقت لاينتقص عدم دفعها من مواقف السعوديين الممتدة تجاه الاردن عبر عشرات السنين.
عمان تريد فك غوامض الجفوة الذي اتسمت بها العلاقة مع الرياض خلال الشهور الماضية،وهذه غوامض تعددت الروايات في تفسيرها،مابين انشغالات السعوديين،والحديث احيانا عن اتجاهات مع عمان او ضد عمان في مركز صناعة القرار السعودي،مرورا بمآخذ سعودية على طريقة الانفاق،وصولا الى الظرف الاقليمي وضغوطاته.