ألنزاع البلغاري المقدوني يلوح بسبب سارية

رغم أنها تعترف بالدولة المقدونية , إلا أن بلغاريا لا تعترف بالقومية واللغة المقدونيتين . فاعترافها بالدولة يعني المساحة الجغرافية فقط , كي لا تؤول هذه البقعة للحليفين الصربي واليوناني واقتسامها فيما بينهما في أي ظرف كان . وقد أفصح بويكو بوريسوف رئيس الوزراء البلغاري أنه فوجيء بوضع سارية يعلوها العلم المقدوني على ارتفاع ستين متراً عند المعبر الحدودي بين البلدين ديفِة بائير , واعتبر ذلك الفعل , أنه يعمل على تجذير الكراهية بين الدولتين . ونقل تلفاز ألفا عنه قوله ( ومع ذلك , لن نقف عائقاً أمام انضمام مقدونيا للإتحاد الأوروبي . وشدد على أن كل الحكومات البلغارية السابقة , لم تقترف ما يزعج الجارة مقدونيا ) . وفي ذات السياق , ذكّر مقدونيا , بالإتفاق الذي وقّعه رئيسا وزراء البلدين عام 1999 إيفان كوستوف وليوبتشو غيورغييفسكي , والذي نصَّ على تجنًّب القيام بأي فعلٍ يستفزّ مشاعر الآخر , داعياً إلى الإلتزام بكافة بنوده .
ويذكر , أن محكمة ستراسبورغ , أصدرت قرارين عام 2006 , أدانت فيهما بلغاريا واليونان لمنعهما حق الأقليتين في كل منهما بتأسيس أحزاب والقيام بأنشطة تخصهما باعتبار ذلك ضرباً للديموقراطية التي اشترطها الإتحاد الأوروبي على بلغاريا أساساً لدخوله . وتجدر الإشارة , إلى أن بلغاريا منحت ما لا يقل عن عُشْر المقدون جنسيتها لتذويبهم , فيما منحت اليونان للمقدون على حدودها تسهيلات كبيرة لتشتيتهم في أراضيها لذات الغرض مستغِلّتَين ظرف مقدونيا الإقتصادي الصعب . لكن تراجع وضعهما الإقتصادي جعلهما مأزومتين في تنفيذ مخطط كلٍّ منهما الخفي تجاه التمدد والتوسع , وأجّل حرباً كادت تقع لإشعار آخر . وهذه الأوضاع تشكل قلقاً متزايداً للإتحاد الأوروبي الذي يتّسع لينهار حسب رأي مراقبين ومحللين في جنوب أوروبا الشرقي .