والحق يقال

الكابتن المختار أحمد هاشم أبوسل


ألحركة الإسلامية الأردنية راشدة , لم تتبنَّ العنف في أيٍّ من لحظات عمرها المديد . وقد حضرت عدداً كبيراً من نشاطاتهم المتعددة والمتنوعة بما فيها المسيرات والإعتصامات وما إلى ذلك , ولم أجد ما يؤرق المجتمع منها . سقت ذلك , وقد تابعت بمرارة , بعدما قام البعض بمهاجمة مقارهم هنا وهناك , مما يدل على أن عبدة الشيطان يعيثون في أردننا فسادا . ولذا , فإنني أحذر من أن أوضاعاً كهذه وهي , بلا شك تسيء للوطن , قد تجرنا إلى ما لا نرغب به , ولا نقبله .

من حقهم أن يقاطعوا الإنتخابات القادمة , فهي , ليست المرة الأولى التي يقاطعونها . وكانت الأمور تسير بحكمة قيادتنا الهاشمية الحكيمة . وأما أن نزيد في عدائنا لهم , فهذا يعني أننا نخدم جهة لا تطيقهم , والجهة التي تأباهم علانية هي الكيان الصهيوني , الذي صرحت قياداته عشية فوزهم في إنتخابات 1989 أن كيانهم لا يقبل بقيام دولة دينية بجواره . وهنا , لا بد لي من التذكير بأن الإخوان المسلمين لا يهددون مدنية الدولة , فما أعدموا أناساً وما نصروا ظالمين , فهم خارج الحكم , وظلوا صمام أمان للبلد طيلة عهده .

علينا أن لا نحتكر كل شيء , فالديموقراطية , تعني التعددية , والتعدد والتنوع يحقق التقدم والإزدهار .

ونحن نرفض كذلك , سياسة التشكيك , فما نفعت , حتى صاحبها , أياُ , كان انتمائه أو عمله . فقد خلطت الحابل بالنابل , وهدمت كل النظم التي عرفتها البشرية جمعاء فهي مهلكة .

ورغم , أنني , سمعت من هتفوا بإسقاط النظام , إلا أن ذلك , لا يعدوا هتافاً في محله . فالشعب الأردني , ما عرف في الهاشميين , إلا قادة حكماء ولا تنفع معه مقارنة الواشنطن بوست بين جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الحفيد الثالث والأربعون لرسولنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وشقيقه سمو الأمير حمزة بن الحسين حفظهما الله وبقية أفراد الأسرة الهاشمية ورعاهم جميعاً . فمليكنا المفدى , وفي أكثر من مناسبة , صرح أن الربيع العربي طال انتظاره , فهو شغوف بالإصلاح الذي ننشده جميعاً كمواطنين , وقبل ذلك , صرح أن لا حماية لفاسد في هذا الوطن .

إن الأردن , لا يدخر , جهداً , في حماية حدودنا , مع الشقيقة الكريمة , ألمملكة العربية السعودية ولا مع غيرها من جيرانه . ولم يتوانى لحظة عن الدفاع عن أي قطر عربي . فالأردن عروبي وحدوي , وقد رحل المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن طلال طيب الله ثراه بعدما سمعه الجميع وهو ينادي لإنشاء ولايات عربية متحدة تحقق الأمن العربي المشترك والرخاء والإزدهار . وطبتم يا أهل وطني , ودمتم .