خالد شاهين دفعت غالياً الثمن فأهلا وسهلا بك من رميمين إلى الوطن ..
خاص لـ أخبار البلد - رائده الشلالفه
من المفترض أن يصار يوم غد الثلاثاء للافراج عن رجل الاعمال خالد شاهين، وذلك بعد انتهاء مدة محكوميته في قضية ما يعرف بملف مصفاة البترول.
خالد شاهين الذي أسهمت استثماراته في رفد الاقتصاد الأردني لسنين طوال كان خلالها ذلك الاقتصاد كما قال به أحد رؤوساء الوزراء السابقين بأنه في غرفة الإنعاش، تلك الاستثمارات التي كانت احد روافد الخزينة الاردنية، ومن جانب آخر بفعل علاقات الشراكة الاستثمارية بين مجموعة شاهين ورجال اعمال عرب، يتوجب أن لا يُسقط من ملف الرجل، وأن يصار إلى إنصافه وعدم تحميله مسؤوليات فشل وإخفاق حكومات متعاقبة، كان إخفاقها قد خلط حابل الوطن بنابل اقتصاده النازف.
لسنا هنا بمعرض الدفاع عن خالد شاهين، وهو الذي تعامل مع الدولة بكل شفافية وتعاون وهو يبدي مرونة غير مسبوقة في تطبيق معادلة ايفاء كل صاحب حق حقه، فليس خالد شاهين من وقف وراء دمار شركة موارد، وليس هو من قام بخصخصة البلاد والعباد، وهو ليس وراء المعضلة النفطية التي تستخدمها حكومات الفساد كمسمار جحا لنهبها وتغولها وتبديد مقدرات وثروات الوطن.
خالد شاهين رجل أمضى حياته بصنع شخصيته الاعتبارية كعلم اردني عربي في عالم المال والأعمال، هو لم يسرق ولم يحتال ولم يزور، ولا علاقة له بعجز مديونية قارب على بلوغ الـ 23 مليار، فالرجل قاده جهده وذكائه ونجاحاته ليتسيد مشهد الاستثمار العربي وليس الأردني فحسب، الا انه على ما يبدو ان للنجاح ضريبة لا بد ان يدفعها من أوصلته نجاحاته الى القمة، لتعتمل نفوسهم بالحسد والمرض وليبدأوا بمحاصرته وانتزاع نجاحاته .
سيخرج خالد شاهين الى حرية اكثر وجعا من اسر السجن، خروج من السجن الصغير غلى السجن الكبير، فعندما يستحيل الوطن إلى شركة أشخاص، وتنعدم فيه معايير دولة القانون والمؤسسات، هو وطن موجوع قال به الشاعر عرار وطني الأردن لكني به كلما داويت جرحا سال جرح ، ونزيد "وطننا الأردن كلما حط بيده على كبش للخلاص.. بحث عن كبش آخر وآخر وآخر .. من يحمنا اذا غاب النهار عن رجالات يعرفون ان الاردني عزيز في وطنه مهما علت قامة الفساد وانتشر الفاسدون كما هم الان من كل حدب وصوب ينسلون !!
سيخرج خالد شاهين الى فضاءات رحيبة فيها وطن حزين وقلة من قوم يخشون الله ولا يخافون في الحق لومة لائم، الا ان جرح خالد شاهين هو جرح كل الاردنيين الشرفاء، فعندما يفتح الوطن ابوابه للفاسدين ويصك سجونه على الاحرار الاوفياء، هو وطن لا يشبهنا ولا يشبه اردن ، وطن لا نريده ولا يريده خالد شاهين الذي سيحتاج دهرا من الزمن ليبرأ جرحه من جلادي الوطن الفاسدين ممن يرون كل اردني سواهم كبشهم الكبير !!
خالد شاهين الذي كانت عائلته أصدرت بيانا تعهديا بعودته لمواصلة مدة محكوميته بعد رحلة علاجه الى لندن، تجاهل
المفسدون ذلك البيان بل ووصل بهم الخبث لاستغلاله لإظهار بطولاتهم الكرتونية الزائفة، فشخص مثل خالد شاهين الذي خدم الوطن بكل "قرش" يملكه ليس بصعوبة عليه ان يتحمل مسؤولياته الاخلاقية والادبية، على العكس تماما ممن هم في موقع المسؤولية ممن تخلوا عن الاردن والاردنيين لحماية مكتسباتهم وتنفيعاتهم ..
خالد شاهين دفع الثمن غاليا، فمن سيدفع الثمن عن الوطن عندما يحاصروه في غياهب جب فسادهم، من سيدفع عن شاهين حزن روحه ووجع ذاكرته عندما تصيدته عدسات الاعلام فيما هو بالبدلة الزرقاء على مشارف الوجع، في اختراق لمعايير حقوق الانسان والتشهيير به خدمةً لكل مستفيد من حادثة سجن شاهين، فكثير من "مافيات الفساد" وجدوا الغطاء على فسادهم وسرقاتهم بالزج بخالد شاهين وغيره من شرفاء الارن وراء القضبان.
شاهين بخير وهو الرجل الأصيل الذي صمد أمام غولنة فساد لا تبقي ولا تذر، ولكن السؤال .. هل حقيقةً الوطن بخير ؟؟ هل انتهت مأزقنا ومنظومة الفساد والبعض لا زال للحظة يرسم ويخطط ويسلب وينهب، في الوقت الذي يتواجد به حرك شبابي وشعبي ينتشر على الخارطة الاردنية على فوهة مرجل شعاره نكون أو لا نكون، نكون ولا يكون الفساد .. فمن يستمع ومن يتعظ ومن يوقف يده عن سلبنا وسحقنا ونهبنا .. من ؟؟