الولد يريد .. أن يرى أمه! (رداً على مقال الزميل احمد الغلاييني والذي نشر على صفحات أخبار البلد)

منذ ايام تواصل معي على فيس بوك شاب طيب اسمهُ «علاء ذيب» وكان خارجا من التوقيف على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، تحدث عن المعاملة المعقولة التي وجدها أثناء احتجازه، وكيف يُعامل المحتجزون بطريقة لا بأس بها، مع بعض الاستثناءات طبعا، التي تؤكد أن ثمة تطورا ملحوظا في المعاملة، كون الشاذ استثناءات، وطلب مني إيصال رسالة معينة لأصحاب الشأن، وقبل أن أحاول إيصال هذه الرسالة، كتب أحمد الغلاييني منذ فترة وجيزة ما يلقي الضوء على ما طلبه علاء، الذي وصفه أحمد بانه شاب طيب القلب عف اللسان!.
يقول احمد، أنه في سياق حديثه قال له.. اشتريت صحيفة الدستور وقد قرأت لك فيها موضوعاً ، وقد حدثت زملائي في السجن عنك وقلت لهم أنك صديقي . قال لي ايضاً انهم يشترون الصحيفة من أجل مقالات ماهر أبو طير ، فهو يكتب عن العفو كثيراً وهم يتأملون ان يجدوا الفرج والأمل على يدي الله ويدي ابو طير وحلمي الأسمر . فحملوه أمانة وهي : ان يتحدث عنهم بعد خروجه لي لأوصل رسالتهم الى زميليّ واساتذتي الكبار حلمي الأسمر وماهر أبو طير .
الرسالة من سجين دخل السجن وعمره 19 عاماً محكوماً بالمؤبد عمره الآن 37 عاماً ولم يبق من مدة حكمه الا عامان .... وائل حربي لا اعرفهُ ولم اسمع باسمه من قبل وهو لا يعرفني ولم يسمع باسمي وربما لن نلتقي طوال حياتنا ، لكن عندما يناشدك شخص لم يسمع بك الا عن طريق زاوية للشباب بصحيفة يومية ويحملك أمانة فأنت مجبر ان توصلها .
حربي حلمه ان يرى أمه وان يحضنها وأن يقبل يديها وجبينها وأن يسمع منها كلمة : «الله يرضى عليك يايما رضى الدنيا والآخرة» . تلك المرأة الصابرة التي تمشي على كرسي متحرك ولم تره طوال فترة دخوله السجن ، إلا مرة واحدة وعن طريق مسابقة نظمت داخل السجن وكانت الجائزة خمسة دنانير وزيارة خاصة!.
يكمل علاء قصته ويقول : أن السجين بالمؤبد يحصل على زيارة خاصة واحدة كل شهر ولكن للأسف لم يرها الا مرة واحدة في حياته داخل السجن . وقال لي ايضاً : انه يستغرب من عدم شموله بالعفو العام رغم ان لهُ اكثر من عشر سنوات .
علاء يقول أيضا: ان الشاب تعب من تنقله للسجون حيث زار جميع سجون المملكة .
حيث كانت تقارير تصل انه مؤيد لمسيرة إنقاذ الوطن، ولكن علاء يقول انهُ أقسم لهُ انهُ لا علاقة له بذلك، ونقول أنه سجين أصلا وحتى لو أيد أو لم يؤيد، فلن يكون لتأييده من عدمه أي تأثير، ثم كيف يحاسب الناس على دواخل صدورهم، طبعا إن صح هذا الكلام؟!!.
هذه ليست قضيتنا . فحربي : يناشد ماهر أبو طير وحلمي الأسمر ويناشدني / كما يقول أحمد، ونحن نناشد صاحب القرار: أن نوصل رسالة للجهات العليا ان يسمحوا له بزيارة أمه لهُ والتي تحلم ان يخرج وان تراه في بيته ، وأن ينضم لجمعية الرفق بالحيوان لتكون الحيوانات لهُ سنداً ، لفقدان السند والعزوة من البشر، على حد قوله!.
الأمانة وصلتني أنا وصديقي ماهر أبو طير، واحمد الغلاييني ايضا، واتمنى ان تصل إلى المسؤولين في إدارة السجون وإلى مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل ... ليس حلمه سوى ان يرى نور أمه قبل ان يفقدها او تفقده، هل هذا كثير؟؟.