ما هكذا يعامل الأردنيون يا عرب!!

اخبار البلد - بقلم فيصل البطاينة 

في وقت تلفح به حراره الجرح الصهيوني أعماق الوجدان العربي وفي وقت تشتد به الهجمة الاستعمارية الشرسة على وطننا العربي بحجة الربيع أو اي فصل آخر من الفصول الأربعة وفي وقت يحاصر به أردن الحشد والرباط من الاخوة والأشقاء والاعداء سياسياً واقتصادياً واجتماعياً, يقف الأردنيون حيارى متفرجون على نفط الخليج الذي ينعم به الأعداء ويتحكم بماسورته الغزاه المحتلين. يقفون حيارى وكأنهم في سوق المزاد على المواقف مقابل ثمن بخس تقدمه بعض الدول الخليحية وتشترط على الأردن مواقف تتعارض مع قيم الأردنيين وأخلاقياتهم مقابل هذا الموقف يستعد الشقيق لأن يقف مع الأردن في محنته الاقتصادية والبعض الآخر من تلك الدول يشترط بدعمه للأردن أن يكون الدعم من أجل مشاريع استثمارية مما يذكرنا بموقف الصديق الذي يود اهدائنا ربط عنق ويسألنا عن لونها وهو يعرف اننا لا نملك القميص الذي نلبس عليه الربطة.
بالأمس جاء العرض الإيراني السخي علينا على لسان سفير الثورة الإسلامية في عمان عرض ظاهره حلو وباطنه سم قاتل من أجل السياحة الدينية دون أن يحددها ان كانت في مزار الكرك أو في غور أبو عبيده أو على سفوح اليرموك.
وقبل ذلك كله جاءتنا الوصفه الأمريكية من خلال البنك الدولي لينفذها رئيس وزارئنا الحالي بوقت دخل به فيصل الشتاء الذي ينعم به الجياع قبل الأثرياء!!
ولا ندري ماذا يكون وراء الأكمة الأمريكية سوى التركيع لواقع الاحتلال واعداد الأردن لتكون ثمناً بخساً لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردنيين والفلسطينيين نظاماً وشعباً ليصبح المهاجرين والأنصار عبيد أقنان لدى الصهاينه والأمريكان.
بلادنا في اوائل التسعينات من القرن الماضي وضعت في نفس الموقف يوم دخلت قوات التحالف أيام حرب الخليج الأولى وكانت معها مصر وسوريا والخليج والمغرب العربي وايران ولم يقف مع العراق آنذاك إلا الأردن والسودان واليمن, ثلاث دول تمثل الضعف الاقتصادي مقابل القوى العظمى وما تحويه هي واسرائيل من قوى عربية أقل تعظيماً منها. في تلك الأيام العراق الجريح وقف معنا بجرحه النازف ووقفنا معه من باب "تحسبهم أغنياء من التعفف" لتحاصر كما حوصر العراق من الغرب واعوانه وقيادتنا الهاشمية هي ذاتها التي قادتنا تقودنا ومن حولها النشامى الأردنيين ذاتهم هم وابناؤهم ولكن الرجال والمستشارين من الحرس القديم هم وحدهم من همش وتهمش في هذه الأيام ليستبدلوا بالديجتاليين الذين كانوا بتلك الأيام طلائع الرسل والمبعوثين للأمريكان.
وبما أن القياده هي ذات القيادة وبما أن الشعب هو الشعب الأردني البطل الذي يحمي وطناً مزروعاً بأضرحة الصحابة الأجلاء طلائع الفتح الإسلامي ويقف بمواجهة قتله الرسل والأنبياء على أطول خط من خطوط المواجهة مع العدو اللثيم مثلما يقف مدافعاً عن العمق العربي ليصد الآفات السياسية والاجتماعية عن الاخوة في الخليج الثائر أو من يقفوا على المحيط الهادر فلا مجال لنا أن نتغير وتتبدل.
وخلاصة القول لا بد لهذه المهزلة أن تنتهي على الأرض العربية ولا بد لعملاء الأمريكان والصهاينة أن ينقرضوا وتكون بلادنا مقبرة لهم كما كانت مقبرة للرومان والصليبيين من قبلهم.
مستذكرين بهذه الأيام أن الدولة الإسلامية قامت بفضل الرسالة السمحاء لتهدم الدولتين الأعظم في ذاك الزمان الفرس والرومان اللذان يحاولان في هذه الأيام رد اعتبارهم عن طريق قهر هذه الأمة وطليعتها من الأردنيين والفلسطينين متسترين هم وصنائعهم بالدين تارة وبالقومية تارة أخرى وسنرد كيدهم في نحرهم ونقول لهم ولحرس الثروة القومية.

حمى الله الأردن والأردنيين وان غداً لناظره قريب.


نعتذر عن قبول التعليقات بناء على طلب الكاتب