ان ارسلتموني الى عمان


رجوعا الى العام 1989 وفي محاضره عامه اجريت في مدينة السلط وتحديدا بمركز السلط الثقافي وبحضور فاق ثلاثة الاف شخص اطلق رئيس الوزراء الحالي الدكتور عبدالله النسور شعار" ان ارسلتموني الى عمان " مخاطبا الجموع الغفيره انذاك وحينها اطلق بوابل من الاتهامات على رئيس الوزراء السابق زيد الرفاعي عندما اتهمه باللصوصيه , لم يخذله الناخبون وقاموا بارساله الى عمان التي تبعد ثلاثون كيلو مترا عن السلط مسقط رأس النسور وكانت النتيجه التنقل من منصب الى اخر بين الوزارات , وها هو التاريخ يعيد نفسه ويصل صاحب مقولة "ان ارسلتموني الى عمان " الى اعلى منصب حكومي وتسلم مفاتيح الدوار الرابع , ها هو يطل علينا بشعارات لم يتجرأ عليها اي سياسي تبوأ منصب رئاسة الحكومه بأنه اقوى من المخابرات متجاهلا النصائح الامنيه من هذه الدائره الحساسه في هذا الوقت العصيب عندما اتخذ قراره الفردي برفع الدعم عن المواطن الاردني . 

اجتمع رئيس الوزراء مع جميع الاقتصاديين بالبلد ومع النقباء ومع رجال الاعمال والسياسيين والاحزاب والجميع نصحوا الرئيس بعدم اتخاذ القرار وذلك لاسباب كثيره واهمها الوضع الاقتصادي السيء الذي يعانيه المواطن الاردني , اتخذ القرار كما يعلم الجميع وهب المواطنون بغضب وقاموا بالتنديد من القرار واعلنوا رفضهم من القرار المجحف وحصلت كركبه وفوضى بالبلد لم نشهدها من قبل .
ماذا بعد هذه القرارات التي حملت المواطنين اعباء فوق طاقاتهم , بماذا تفكر الحكومه بعد النجاح الباهر وتطبيق قرارها بالقوه المفرطه وعدم الاخذ بعين الاعتبارلجميع النصائح و لستة ملايين مواطن وفرض رأي شخص واحد , هل تفرض الحكومه ضريبه اضافيه على المشي بالشوارع بعد الساعه الثامنه مساءا , ام تفرض ضريبه استنشاق الهواء بالشوارع العامه , ستنجح الحكومه ان فعلت ذلك خاصة ان رئيس الحكومه كان مدير عام الضريبه .
حمى الله الوطن وجلالة الملك .
المحامي محمد الغلاييني
mghalayeni@hotmail.com