زيت وزعتر ... وفتوتشيني



أنا معتاد على الفطور ولا أغادر المنزل بدون تناوله، أولاً لأني أنتظر طلوع الصُبح لأكسر الجوع وصدق الشوام عندما سموه كسر سُفره، وثانياً لأني أحب جمّعِة العائلة على الفطور. 

فطور هالأيام نِعمة والحمُد لله، بيض ولبنة وجبنة وسادة الطاولة بالنسبة لي هما صحون القهوة. أم يزن إعتادت على طبعي من عشرين سنة وتستهل الطاولة بهما. إيش هذول يا إنسان حيرتني سأل جبر، قهوة على الفطور. 
 
ياعزيزي شكلك ما بتُفطر، ولاّ أم خليل ما بتحضّر فطور، نسيت يا جبر شو كان فطورنا هذيك الأيام. 
 
يا إنسان ما كان في غيرهم صحون الزيت والزعتر، ما هذول اللي قصدتهم لأن أم يزن موالاة وبتسمع كلام الحكومة فأصبحت تقتصد وتستعمل صحون فناجين القهوة، بتعرفهم ... بتستعملها للزيت والزعتر. وأنا، بتعرفني بحب المحافظة على التقاليد كثير ولا يُمكن أن أقوم عن الطاولة إلا وانكشهم. وأكيد ما بتنسى، كنا نكثّر منّه أوقات الإمتحانات لأنه ينشط الذاكرة ويساعد على البصم.
بتعرف أنه الزيت والزعتر جدد نفسه، كيف يعني سألت جبر. يا أخي طلبت مني بنتى إنتصار، وانت عارف سبب التسمية، على إسم حُبي الأول بنت الحشحوش بس لا تجيب سيرة، ما علينا، طلبت تروح ما صديقاتها على مطعم فتح جديد بعمّان إسمه زيت وزعتر. يا خوي أنا إنبسطت وقلت هالطلعة ما رح تكلفني كثير وبيظلوا يغمسوا زيت ويدفنوه بالزعتر. راحت ورجعت إنتصار وسألتها، كيف كان المشوار، قالت ممتاز واكلنا وإنبسطنا ... آه كيف لعاد الزيت والزعتر أكله مفيدة ويا هيك الإستثمار يا بلاش ... بيحافظوا على التراث. 

ومين قلك أكلنا زيت وزعتر، ردت إنتصار، لعاد شو أكلتوا يا نور عيني. أكلنا فتوتشيني. فتة شو، سألتها. قالت مش فتة ... فتو تشيني (قسّمتها عشان أفهم). يابا، أنا بعرف ديك تشيني ملعون الحِرسي اللي دمّر العراق، ولكن فتو تبعتك ما مر عليّ، ما إنتي قلتي بدكو تروحوا على زيت وزعتر وشو جاب الطز لمرحبا، عفوا يعني. 
 
هاي أكله إيطالية مكونة من عجين على شكل قراص صغيرة أو فراشة مع باشميل و ... بس يابا، الآن فهمتك، قصدك تقولي مثل أكلة آذان القط عندنا.