وسط حضور جماهيري كبير ..العموش يوقع "رجال للبيع"
اخبار البلد : قال الشاعر والناقد د. حكمت النوايسة إن رواية رجال للبيع للزميل حسين العموش هي رواية تشخصيّة في كشف علاقة السلطة بالإعلام، وهي تنحو منحى جديدا، وتقدّم نفسها بأسلوب التشخيص الذي كادت الرواية العربية أن تفارقه، ليذهب د. النوايسة لتقديم استشهادات من داخل النص الروائي الذي فضح كثيرا من أسرار مهنة الصحافة التي امتهنها بطل الرواية رضا، الذي يسرد سيرته المهنية، وتوصّف الرواية، ضمن شيء من النقد السياسي، المسكوت عنه في عالم الصحافة القريبة من الحكومة، كما تفضح مفهوم (كتاب التدخل السريع).
ويرى النوايسة أن قدرة التشخيص في هذه الرواية تتجلى في أننا نقف، ونعلّق القراءة، لنتأمّل تجاربنا الخاصة، ووعينا الخاص، أمام ما تقدّمه الرواية، من وصف للشخصيات من خلال الحركة، فقد تعطّل الوصف الجسدي، وحلّ محلّه الوصف القائم على رصد السلوك، وهو ما يدعونا إلى الابتعاد عن شعريّة اللغة، والوصف، إلى شعريّة التشخيص، وسحب الرواية على الواقع، وإذا كانت الرواية توجّه النقد السياسي لعلاقة الإعلام بالسلطة، حسب النوايسة، فإنها تمارس نقدها السياسي للسلطة، وربّما يكون النقد هنا للمفاصل المهمة في تأثير السياسات على الناس، ولعلّ أخطر نقد يوجّه هنا هو النقد الموجّه لثنائية: الفيصلي الوحدات، حيث ينفذ من خلالها إلى الآثار الجوهرية لهذه الثنائية، وفي مجال آخر من الرواية يدخل الراوي إلى النقد الاجتماعي، حيث تتعرض الرواية للجوانب الاجتماعية التي قلّما ينظر إليها بوصفها نقائص، ومن ذلك ما يقوم به بعض المثقفين، الذين ينظرون للمرأة بوصفها صيدا أو مغنما.
ويتوقف د. النوايسة عند شعرية الصراع الداخلي في الرواية، مشيرا إلى أن شخصيات الرواية مصنوعة من سلوكها، إذ لم يتعمّد الكاتب بيان الأبعاد الجسدية، والنفسية للشخصيات من خلال الوصف المباشر، وإنما ترك لأفعال الشخصيات التعبير عن تلك الأبعاد، وتخصيصا الأبعاد النفسية، وهذا ينسجم إلى حد كبير مع نمط السرد المقدّم بضمير المتكلم، ليتوقف بعد ذلك عند الحدث الذي حدد مسار الرواية.
وفي ختام كلمته قال د. النوايسة إن هذه رواية مهمّة في الرؤيا والتشكيل، وفي الإمساك بعوالم العمل الروائي، بلغة ممزوجة من لغة الصحفي القريبة، الساخرة أحيانا، واللغة الأدبية المحلقة.
القاص مفلح العدوان الذي قدم للأمسية التي عقدت في المركز الثقافي الملكي مساء أمس، وحضرها جمهور من المهتمين من بينهم عدد من الوزراء السابقين كان من بينهم وزير الثقافة الأسبق د. صبري ربيحات، ود. سليمان الطراونة، ونادر ظهيرات، وآخرون، رأى العدوان في رواية «رجال للبيع» جرأة، إذ كشفت الكثير من المكشوف في الجانبين الإعلامي والسياسي، وهي إلى جانب وظيفتها الابداعية فقد امتلكت وظيفة توثيقية أيضا، وهذا يحسب للروائي حسين العموش، الذي تؤشر روايته على واقع نعرفه، وإن حاول الايحاء برمزية شخوصها من البداية.
الزميل العموش قدم شهادة عن روايته تناول فيها الأجواء السياسية والاجتماعية التي شجعته على كتابة عمله الروائي، مستذكرا خلالها عين والده التي فقدها في حرب عام 1948 في فلسطين، وتطرق إلى أجواء أسرته وإلى أجواء الهاشمية حيث ولد، وختم شهادته بقوله: هذه روايتي .. فما هيروايتكم.
وفي النقاش الذي أداره القاص مفلح العدوان تشعب الحوار بين الحضور والزميل العموش والناقد النوايسة وتمحور حول الرواية وأجوائها وموضوعها.
العموش الذي وقع روايته وسط حشد كبير من المثقفين والصحفيين والمهتمين، صدرت له من قبل رواية «التلعة»، وهو عضو في رابطة الكتاب الاردنيين وعضو مجلس نقابة الصحفيين.