التحالف الاسل - امريكي


تحالف جديد بدأت خيوطه تتضح بشكل واضح للعيان على الرغم من تعدد مصطلحاته ولكنها في النهاية تصب في بئر واحدة وهي الإسلام السياسي الأمريكي.

خيوط هذا التحالف بدت ظاهرة من خلال الدعم الأمريكي المتواصل للرئاسة المصرية التي يقودها احد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي مارست علينا طيلة الفترة الماضية سياسية التضليل والخداع وشعارات الحرب على الرأسمالية والامبريالية الجشعة المرتبطة مباشرة بدعم الكيان الصهيوني المغتصب للحق العربي الفلسطيني.
ابرز خيوط هذه اللعبة ما جرى مؤخرا في اتفاق التهدئة بين حركة حماس الحاكمة في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية مباشرة وبدعم أمريكي كبير بعد أن تم تصفية الجناح المتشدد الذي يقوده جناح المقاومة داخل القطاع وهو الجعبري من قبل خصومه الجناح السياسي الذين يحاولون الحصول على كعكة السلطة وامتيازاتها كاملة دون أية منغصات .

بالأمس القريب كان خالد مشعل يعتبر نظام البعث في سوريا نظام ممانعة ومقاومة للاحتلال وانه محارب دوليا لأنه لم يركع للاملاءات الأمريكية الإسرائيلية واليوم يعتبره نظام دموي وقمعي ويجب سقوطه ما يعني أن هناك تناغم في الدبلوماسية مع واشنطن من خلال إطفاء النار بالنار وليس الماء.

يا للعجب أن يعقد مشعل مؤتمرا صحفيا من قلب القاهرة ليعلن من خلاله نجاح النظام الإسلامي المصري في إبرام اتفاق التهدئة بين غزة وإسرائيل ولم يقل مشعل اتفاق التهدئة بين غزة والاحتلال ما يوحي أن حرب الكلام والشعارات سقط قبل أن تسقط الأقنعة عن الوجوه الحقيقية التي تبحث عن مغانم ومكاسب دنيوية على حساب شعب دفع دمه وماله وكرامته لتنتهي الحلقة بخدمة كراسي من كانوا يتبجحون بالخطابات الرنانة لتجييش مشاعر البسطاء.

وما يدلل على مصداقية ذلك أن الرئيس مرسي عندما اصطدم في البداية مع النائب العام الذي رفض قرر الإقالة والمرسوم الرئاسي باعتباره تعسفيا تريث مرسي الفرصة المناسبة للانقضاض على فريسته حتى جاءه الضوء الأخضر من قبل هيلاري كلينتون التي باركت اتفاق التهدئة ليعلن إقالة النائب العام تحت بند إنه يتمتع بصلاحيات مجلس الشعب المصري المنحل وهو في حقيقة الأمر احتكار واغتيال للثورة الذي أوصلته إلى سدة الحكم .

هل يعقل إن ما يجري في مصر من اغتيال للحرية وتنسيق امني سياسي مع واشنطن وتل أبيب حلال على القاهرة وحماس وحرام على الآخرين؟