هل اعددنا جيلا قادرا على صنع القرارات الصحيحة ؟؟؟

أكدَ العالم السويسري (جان بياجيه Jean Piaget) بنظريته المتعلقة بصنع القرارات الصحيحة واتخاذها , أن أكثر الناس القادرين على صنع القرارات الصحيحة واتخاذها , هم الأشخاص الذين سبق لهم وأن مارسوا هذه العملية , وربما فشلوا في مرات عديدة منها , وهذه النظرية مقبولة إلى حد ما , لان قاعدة الخبرة وإعادة بناء الخبرات معروفة وصحيحة بفعل الواقع والتجربة . 
والسؤال المطروح هنا : هل اعددنا جيلا قادرا على صنع القرارات الصحيحة واتخاذها ؟ , ولثقل وزن هذا السؤال , لا بد من إعادة صياغته وتجزئته , ليصبح على النحو الأتي , هل(البيت) أعدَ أطفالا قادرين على صنع القرارات البسيطة واتخاذها ؟ وهل (المدرسة) أعدّت طلبة قادرين على صنع القرارات شبه البسيطة واتخاذها ؟ وهل(مؤسسات عمل الدولة) أعدّت أفرادا قادرين على صنع القرارات الصعبة واتخاذها ؟ وهل تم ذلك من خلال البرامج والخطط والدورات المعدَ لهذا الغرض في هذه الأماكن ؟
إن الإجابة عن هذه التساؤلات وبكل صراحة وللأسف الشديد , اقرب إلى (لا) , فقد تعلمنا في البيت والمدرسة ومؤسسات عمل الدولة على اخطر وأكبر وأعظم خطأ إداري منذ نعومة أظافرنا حتى نهاية أعمالنا في مؤسسات الدولة , تعلمنا على ما يسمى بترحيل (صنع القرارات واتخاذها) إلى الغير والى الآخر, إي ترحيل (صنع القرارات واتخاذها)إلى الأشخاص الذين سيأتوا للعمل مكاننا اوبعدنا , وهكذا !
إن الدولة القوية (في هذا الزمن الصعب)هي الدولة القادرة على إعداد أجيالا قادرة على صنع القرارات الصحيحة واتخاذها , و إعداد أجيالا قادرة على عدم ترحيل (صنع القرارات واتخاذها) إلى الغير والى الآخر, وأن واقع الحال يشير ويدلل على وجود أفراد وأشخاص وقادة ومسئولين في مؤسسات عمل الدولة المختلفة , لديهم مخاوف وضعف وقصور وتراجع في صنع القرارات الصحيحة واتخاذها , وأن وصول هؤلاء الأشخاص إلى هذه المواقع المتقدمة في مؤسسات عمل الدولة المختلفة , كان بقرارات خاطئة وخفية وغير مدروسة , ولنكن صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا , ونقول أن الإصلاحات المطلوبة في هذا الوطن كالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي , تتطلب أجيالا قادرة على صنع القرارات الصحيحة واتخاذها , آخذين بعين الاعتبار طبيعة القرار , وزمن اتخاذه , والقدرة على تبريره , وثقافة المجتمع الذي يطرح فيه القرار , إلى غير ذلك من عوامل .