المــرحلـــة القـــادمـــــة



الشخص المناسب في المكان المناسب عبارة طالما رددناها على أمل أن تتحقق , عبارة طالما قرناها بكل من هو مسؤول عن مجتمع أو مال أو منصب أو أياً كان , على إعتبار أن كل إنسان عاقل يقع تحت سلطته شيء معين ولكن هل يا ترى تحقق الأمل وأصبح الشخص المناسب في المكان المناسب بالفعل ؟ هذا ما نحتاج إليه في الواقع ولكن للأسف يبدو أن بعض الآمال لا تتحقق أحيانا.

المرحلة القادمة هي مرحله حاسمة من الاصلاح والتنمية الاقتصادية أن الإصلاح يبدأ من خلال هذه المرحلة إنتخاب مجلس نواب قادر على تحمل مسؤولياته داعيا الجميع الى المشاركة الفعلية في الانتخابات وانتخاب مجلس نيابي يحقق أمال وتطلعات الشعب الأردني. أن مجلس النواب القوي والذي يكون أعضاؤه من أصحاب الكفاءات والخبرات هو ما نحتاجه في هذه المرحلة الحرجة التي يمر فيها وطننا، وأن يكون الناخب الأردني هو من يقرع الجرس ويكون له الرأي الفصل في إنتخاب من يمثله وأن لا يكون الناخب جزءا من إفراز مجلس ضعيف ستنعكس اثاره السلبية على جميع مفاصل حياتنا. أن الناخب الضعيف هو من يختار النائب الضعيف، يجب على جميع الناخبين التدقيق جيدا قبل اختيار من سيمثلهم في مجلس النواب لأن الحكومات القادمة ستكون برلمانية مسؤولة عن إخراج البلاد من الوضع الاقتصادي المتأزم.

نريد مجلسا نيابيا يتمتع بثقافة ووعي سياسي وثقافي ولديه القدرة على مناقشة القوانين وممارسة دور الرقابة والتشريع الذي هو من مهمات السلطة التشريعية. بل ان يكون واقعيا وأن يكون لديه رؤيا وحلول لمشاكل الفقر والبطالة والوضع الاقتصادي وخاصة اننا نعيش في أزمة مالية واقتصادية في الاردن ومايعانيه من مديونية وعجز في الميزانية.

اننا نأمل من المرشحين ان تكون المنافسة شريفة فيما بينهم ومثالا للديمقراطية وتأكيدا لها حتى تفرز الانتخابات القادمة مجلسا نيابيا قادرا على تمثيل الشعب خير تمثيل والقيام بالدور المطلوب منه في خدمة المجتمع والوطن. وما نتأمله من النائب القادم ان يتجنب الحديث والتظاهر أمام الناس أنه المصلح والأمين على مصالحهم ولكنه في حقيقة الأمر غير ذلك ؛ فنحن نريد من النائب القادم ان يكون واقعيا متفهما لواقع الوطن والازمة الاقتصادية التي يمر فيها ، وان يصون الوحدة الوطنية ويحافظ عليها وعلى مكتسباتها بل يكون منفتحا على الجميع يحس بهموم شعبه واضعا نصب عينيه خدمة مواطنيه ومدافعا عن حقوقهم ويكون صدره واسع في تقبل الرأي الآخر ويحرص على تبادل الآراء والأفكار والتشاور من أجل مصلحة الوطن.

نريد من النائب القادم أن لايعطي فرصة لأي كان باختراق الوحدة الوطنية وتفوت الفرصة على المتآمرين على الوطن، وعلى أولئك الذين لا يريدون للأردن الخير والاستقرار ويشككون بمنجزاته ، ونريد منه ان يتفهم مستجدات العصر والمرحلة الجديدة التي لها معطياتها الخاصة بها. ونريد من النائب القادم العمل على توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار المستقبلي وذلك بالتعاون مع نواب المستقبل في المجلس النيابي القادم والعمل على تأكيد الانتماء للوطن ومؤسساته وابراز الوجه المشرق للأردن في جميع المحافل ، وبناء جسور الثقة بينه وبين المواطن.

علاء حسين البوات
Bawwat_alaa@yahoo.com