بتفكر حالك مش سحيج

 
صدرت الإرادة الملكية الرّامية بعدم الموافقة على منح النّواب والأعيان رواتباً تقاعدية ، هذه الخطوة المنتظرة من جلالته منذ فترة خرجت إلى النّور والتّطبيق في هذه الأيام .
خطوة جديرة بالإهتمام ، وبها تقنين من النّفقات الحكومية ، والبذخ في المصروفات التي تدمّر الإقتصاد ، فهل يا ترى وبعد توجيه جلالته برسالة إلى الحكومة يرشدهم فيها إلى وضع دراسة لنظام التقاعد المدني نرى إعادة النّظر في رواتب الوزراء التّقاعدية ، وغيرهم من رجالات الدّولة بما يحقق العدالة الإجتماعية ، وبما يضمن منع النّفقات الزّائدة ، وبما يعمل على إظهار النّوايا الحقيقية عند الحكومة بتنفيذ التوجيهات الملكية والسّاعية إلى الإصلاح الشّامل في مختلف المجالات ، وليس فقط من خلال النّظر إلى جيب المواطن لسدّ العجز و تغطية السّرقات؟!

إجابة هذه الأسئلة ستبقى رهينة ما سيجري في الأيام القادمة ، بحيث أنّ هذه الخطوة إن حدثت ستكون نقطة إيجابية تسجّل للحكومة بالرّغم من مختلف ردود الفعل جرّاء قراراتها الأخيرة بخصوص رفع الدعم عن المحروقات ، فهلّا أعاد مجلس الوزراء صياغة هذه الرواتب والنّفقات ؟! وأبرز لنا أنّ الإصلاح ينطلق من إصلاحنا لأنفسنا ، وإصلاح الحكومة بدأ بذاتها ، كما يجب على كلّ فرد في المجتمع البدء بنفسه ! .

وبالنّظر إلى الوضع الرّاهن بالمنطقة ، فإننا نرى الإعتداءات من قبل اسرائيل على قطاع غزة ، وبالرّغم من سوء الوضع الإقتصادي في المملكة فإنّ رسالة الهاشميين في قضايا الأمة ، وتحديدا القضية المركزية والمحورية وجوهر الصّراع في المنطقة ؛ القضية الفلسطينية تبقى حاضرة في الوجدان ، فقد أمر جلالته بإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ، تأكيدا منه بأنّ الأردنّ سيبقى المساند للقضايا العربية مهما آلت به الظّروف ، فهي رسالة الأجداد وسيكملها على امتداد الزّمان .


" سحيج " كلمة أصبحت حاضرة على ساحة الموالين من قبل غير الرّاضين ولن أنعتهم بالمعارضين ، فلماذا ندخل التفرقة بين شعب لطالما عرف بوحدته حتى حسدنا على هذه الميزة من الكثيرين ، " سحيج " حسنت تلك الكلمة إن كان معناها حبّ الوطن والإنتماء إليه ، وحسنت إن كان مفادها الولاء للقيادة الهاشمية.

بالرّغم من هذه الأوصاف التي أصبحت وليدة اللحظة ، فالجميع من أبناء الوطن عندهم من الإنتماء والولاء ما يكفي ويفوق الآخرين ، دون مزاودات ومن غير محسوبيات ، فالإختلاف في الآراء ، وعدم السّير في نفس الطّريق بوجود نقاط الإلتقاء ، ليس في الخلل حاضر ، وليس في السوء بموجود ، وإنّما أمر طبيعي للبشر ، فلنحذر من أن نكون سببا للخراب و الإجحاف ، فالبناء لا يبنى بيوم وليلة ، ولكنه يهدم ببضع ساعات ، فكن الباني ولا تتجه نحو الهدم و الهلاك .