اخبار البلد
يبدو ان وزير الداخلية واجهزته الامنية التي تاتمر بامره، حريصون كل الحرص على استعداء شرائح واسعة من أبناء الشعب الأردني الذين خرجوا في مظاهرات سلمية للتعبير عن رفضهم وغضبهم لقرار الحكومة برفع الدعم عن المحروقات.
فقد استمعت بضيق وغضب بالامس للمعلم "يمان الرواشدة" عما حصل معه في الاعتقال من ضرب وشتم ونتف اللحية والإيذاء, واستمعت صباح هذا اليوم لتسجيل للفتى "تقي الدين الرواشدة" ذو السبعة عشرعاماً، عن تجربته القاسية في "بوكسات" و"زنازين" و "ومكاتب التحقيق" في الأمن العام, وهالني هذا الحجم من الإهانة والضرب والبصق والركل والشتم بحق المعلم والفتى الأعزل الذي أراد أن يعبر عن خوفه على مستقبله ومستقبل أبناء جيله في وجع تغول الحكومات واستمراءها التطاول على جيب والده وجيوب أهالي أبناء جيله.
لن اطالب وزير الداخلية أو مدير الامن العام بالإعتذار للشعب الأردني عما حصل مع المعلم الطوالبة والفتى الرواشدة، لأن من هم أكبر منهم من المسؤولين لم يكلفوا أنفسهم ـ ولم يفكروا ابتداءاً ـ بالإعتذار للشعب الأردني عن سياساتهم الفاشلة التي اغرقوا البلاد والعباد بها طوال السنين الماضية.
ولن أطالب سماحة مفتي المملكة وشيوخ الدولة وخطبائها بإبداء الرأي الشرعي في إيذاء فتيان ونساء ورجال في المراكز الامنية بالضرب ونتف اللحية والبصق والشتم، فتلك امنية لن تتحقق في هذا البلد ما داموا قد رهنوا انفسهم للسلطة وقراراتها.
ولن اطالب المركز الوطني لحقوق الإنسان والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في التحقيق في هذه الممارسات غير القانونية التي تطال المعتقلين، فقد سبقتها تحقيقات كثيرة وتوصيات اكثر ولا مستمع ولا مجيب، لأن هذه السياسة في التعامل مع المعتقلين يبدو انها سياسة دولة وليست سياسة أفراد او أجهزة.
ساطالب ضباط وأفراد الأجهزة الامنية من الأمن العام والدرك بان يتقوا الله في أبناء شعبهم، فهم اهلهم وإخوانهم وأبناؤهم، وأن من يخرج مطالباً بحقوقه السياسية والإقتصادية ليس عدواً لهم، ولا يستحق منهم الإهانة والضرب والشتم، لأن من اخرجهم ليعبروا عن غضبهم هو الاولى بأن يصب ضباط وافراد الأجهزة الأمنية جام غضبهم عليهم، وما الاعتداءات الآثمة على إخواننا وابنائنا في الاجهزة الامنية إلا من فعل هؤلاء وأشياعهم وأتباعهم ممن يدافعون عن الفساد والفاسدين.
عزيزي وزير الداخلية،
عزيزي مدير الامن العام،
آن الآوان ان تحترموا الشعب الأردني وحقه في المطالبة بحقوقه والإيعاز لاجهزتكم أن تتعامل باحترام وادب وود مع أبناء الشعب الذين يطالبون بحقوقكم قبل حقوقهم.
قال الملك في حديث قبل عدة أشهر: كرامة الأردنيين من كرامتي !!! فأين أنتم من تطبيق قول جلالته بحق أبنائنا ونسائنا ورجالنا !!!